إدوارد جينر ضحى بولده لاكتشاف دواء للجدري (قتل 60 مليونا في حياة إدوارد)، قد يضحي الطبيب بعضو لإنقاذ الجسد، وأحياناً بالجنين لتعيش الأم، وقد يسخر المجتمع مردداً الطبيب ضحى بالجنين والأم والأب لزيادة دخل المستشفى بزيادة الفحوصات وتوابعها لترتفع الفاتورة (الطب الخاص)، هذه الأيام نرى تضحيات بالجملة في ساق الغراب، فالمدير (د. أبو الريش) يضحي بالفريق الصحي والمريض من أجل إرضاء مديره، فنظام البصمة للتأكد من التزام الطبيب قمة التطفيش عفواً التضحية بالطبيب، وهنا نتساءل إن كانت ثقتنا بالطبيب ضعيفة لدرجة الشك في التزامه بالدوام فكيف نأتمنه على أرواح المرضى؟ أليست هذه تضحية وتنفيرا للطبيب في الوقت الذي نبكي قلة الكوادر المؤهلة وهجرتها، شكل آخر من التضحيات يقوم على التضييق المالي على الفريق الصحي، ففي الوقت الذي كنّا نأمل بأن يتم إلحاق التمريض والصيدلة والفنيين بل والإداريين الصحيين بالكادر وإقرار كثير من البدلات لهم نظير جهودهم نجد التضييق على الأطباء ونتف بدلاتهم كما ينتف الريش (الدجاجة تذبح وتنتف أما الطبيب فينتف حيّا وهو يغلي قهراً وكمداً)، أما ثالثة الأثافي فهي التضحية بالمرضى وحديثها ذو شجون فالسرير معدوم والتحويل للخاص ممنوع والسفر للمستشفيات الكبيرة مستحيل، ناهيك عن شح الدواء وانشغال الطبيب بالبصمة (يعاقب المتأخر ولا يثاب المضحي بوقته)، الكل في ساق الغراب يردد المستحيلات 3 السرير والطبيب الجيد والدواء. المريض يحتاج لمعجزة تتمثل بإعفاء أبو الريش الذي ضيق على الكل أملا في البقاء، ولا يعلم أنه عند مديره أهون من قعيس على عمته (رجل من أهل الكوفة دخل دار عمته فأصابهم مطر وكان بيتها ضيقا فأدخلت كلبها البيت وأبرزت قعيسا إلى المطر فمات من البرد).