أكد ملوك ورؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المجتمعون في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد بمدينة إسطنبول التركية مؤخراً، الالتزام بالمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي وخصوصاً تعزيز وتوطيد وشائج الوحدة والتضامن فيما بين الشعوب الإسلامية والدول الأعضاء، والتمسك بالمبادئ المتضمنة في ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي. جاء ذلك في «إعلان إسطنبول» الصادر أمس، عن الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي،» بشأن الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام. وشدد الإعلان على التمسك بالسيادة الوطنية لجميع الدول الأعضاء واستقلالها ووحدة أراضيها، وكذلك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتصميم على تحسين العلاقات الأخوية وتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد العزم زيادة حجم التجارة الإسلامية البينية إلى 25% خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك من خلال تنفيذ نظام الأفضلية التجارية وغيره من الأطر القانونية الأخرى. كما جدّد التأكيد على التزام جميع الشعوب الإسلامية، ببذل الجهود من أجل الغاية المركزية لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي القضية الفلسطينية والحفاظ على الحرم الشريف باعتباره موقعاً إسلامياً في جميع جوانبه وفي كلياته، وكذلك ضرورة تعزيز الحوار الحقيقي وثقافة السلام على المستويين المحلي والدولي واحترام المواقع المقدسة والرموز الدينية، والالتزام بتوطيد حقوق الإنسان والحريات الأساسية والحكم الرشيد وحكم القانون والديمقراطية والمساءلة في الدول الأعضاء بما يتناسب مع نظمها الدستورية والقانونية. وأقر بضرورة أن تتمتع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بنصيب عادل في الثروة العالمية، وأن تحتل مكاناً أفضل في التسلسل القيمي العالمي، والدور الأساسي الذي تلعبه اللجان الدائمة وهي اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري «كومسيك»، واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي «كومستيك»، واللجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية «كومياك»، ولجنة القدس وكذلك الأجهزة المتفرعة والمؤسسات المتخصصة والمؤسسات المنتمية في السير قدماً بالمسائل ذات الأهمية القصوى للمنظمة كل في مجال مسؤوليتها، ونعي التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العالمية من قبيل النزاعات المسلحة وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتصاعد وتيرة العنف والتطرف في أرجاء العالم كافة وكذلك العنصرية وكراهية الأجانب والإسلاموفوبيا. وأعرب عن القلق إزاء المعاناة التي تفوق الاحتمال لملايين اللاجئين المسلمين وخصوصاً اللاجئين السوريين الذين اضطروا للهرب من منازلهم نتيجة للصراعات المسلحة والحروب الأهلية والقهر السائد على أرضهم. كما أعرب عن الانزعاج جراء التهديد الذي يمثله الإرهاب للسلام والاستقرار في كثير من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والقلق حول فراغ السلطة الذي يمهد في نهاية المطاف الأرضية الخصبة للمنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام والشباب وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات الحماية الشعبية الكردية لتثبيت أقدامها، مع التصميم على مكافحة وباء الإرهاب بجميع الوسائل المتاحة. وأدان الهجمات الإرهابية الغاشمة والمتعمدة التي حدثت مستهدفة أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وكذلك أجزاء مختلفة من العالم، والحاجة لبذل جهود مخلصة بغية احتواء خطر الاستقطاب فيما بين المسلمين الذي ينبع بسبب السياسات الطائفية والتمييزية، واستنكر جميع السياسات الطائفية والتمييز التي لا تتفق مع المبادئ النبيلة للإسلام. وأضاف «يساورنا القلق من تصاعد تيار كراهية الأجانب والإسلاموفوبيا والعنصرية المعادية للمسلمين في البلدان الغربية، ونؤكد التزامنا المشترك بالدفاع عن الكرامة الإنسانية بالعمل من أجل إزالة الفقر ومعالجة أوجه الظلم الاجتماعي وخلق الفرص المتساوية للأقليات المسلمة، إضافة إلى توطيد حقوق الإنسان وحمايتها». وشجع الإعلان، الجهود الرامية إلى تقوية وتعزيز دور الشباب المسلم في المجتمع وتحسين أوضاع تعليمهم وتوظيفهم، وأهمية مساهمة المرأة المسلمة في الحياة الاجتماعية، وكذلك تعزيز دورها في تنمية البلدان الإسلامية.