في الأيام القليلة الماضية ذكرت دار المزادات الشهيرة «هريتدج أوكشنز» في نيويورك عن بيعها أحد مقتنيات الكاتبة «جي كي لورينج»، مؤلفة سلسلة «هاري بوتر» مقابل مئات الآلاف من الدولارات، وكان ما تم بيعه عبارة عن «مقعد»، لكنه تميز بجلوس المؤلفة الشهيرة عليه أثناء كتابتها أول كتابين من تلك السلسلة الممتعة، والذي جعل للمقعد قيمة أكبر؛ الجملة التي كتبتها السيدة رولينج عليه «لقد كتبت هاري بوتر وأنا أجلس على هذا المقعد». كانت البداية في عام (2002) حينما تبرعت الكاتبة بالمقعد إلى مؤسسة خيرية حتى يباع ويعود ريعه للمؤسسة، ثم بيع مرة تلو أخرى، وهذا حال المقتنيات حيث يعاد بيعها أحياناً أكثر من مرة كما حصل مع هذا «المقعد» الشهير. لكن هنا أتت المصادفة أنه فقبل أقل من شهر توفي الكاتب المتميز في أطروحاته الدكتور عبدالرحمن الوابلي، والمعروف أنه شارك في كتابة عدد من حلقات سلسلة المسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش»، لامجال للمقارنة هنا بين «طاش ما طاش» و «هاري بوتر» لكن بما أنه مسلسلنا السعودي الذي استطاع أن يجمع العائلة في العالم العربي ولمدة (18) عاما أمام شاشة التلفاز، فلابد أن وراء هذا المسلسل «عظماء» وأحد هؤلاء «العظماء» هو «مقعد الوابلي» أفلا ندعو أسرة الكاتب الكريمة لأن يعرضوا «مقعد طاش ما طاش» للبيع، وأن يعود ريعه لإحدى المؤسسات الخيرية؟. وماذا لو تبرعت أسرة الكاتب الكبير «محمد صادق دياب» لمؤسسة خيرية بساعة حائط مكتبه، استمدادًا من مجموعته القصصية «ساعة الحائط تدق مرتين» وعاد ريعها بعد بيعها لنشاطات المؤسسة. وإن كنا نقدّر الكتاب والكُتّاب كما ظهر ازدحامنا في «معرض الكتاب» في الرياض، فسنتسابق في شراء مقتنياتهم، حُباً للكلمة وللخير. ونجدد الدعوة هنا إلى شاعرنا الرائع مرهف الإحساس «فهد المساعد» أن يكتب على «مقعد» قصيدة « لو يوم أحد» البيت الشهير الذي يُردّد مع كل زخة مطر «ما علمك صوت المطر كيف احتريك»، ويعرضه للبيع ويساهم ريعه في الأعمال الخيرية، وأنا شبه متأكدة أن المبلغ سيكون خياليا. المقتنيات ليست حصراً على أهل الأدب والفن، فنحن عندنا كثير من الرواد في جميع المجالات، لكن هل من متبرع؟