تمنح جامعة القاهرة الاثنين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز – حفظه الله – دكتوراه فخرية تقديراً لدوره البارز في "مساندته مصر وشعبها"، وذلك في ختام زيارة إلى مصر استمرت خمسة أيام وشهدت الإعلان عن اتفاقيات استثمارية سعودية كبيرة لدعم الاقتصاد المصري. وقال جابر جاد نصار، رئيس أعرق وأكبر الجامعات المصرية في بيان أن القرار جاء لمساندته مصر وشعبها ودوره البارز في دعم جامعة القاهرة. وكان الملك سلمان قد أطلق مشروع بتمويل سعودي لتطوير مستشفى القصر العيني، وهو أحد أكبر المراكز العلاجية في مصر والتابع لجامعة القاهرة بكلفة 120 مليون دولار وجاء اقتراح منحه دكتوراه فخرية من كلية الطب في الجامعة. ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محد مرسي منتصف 2013، قدمت السعودية مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر. وبدأ الملك سلمان الخميس الماضي زيارته إلى مصر وهي الأولى التي يقوم بها إلى هذا البلد منذ توليه السلطة مطلع العام الماضي، حيث تم خلال الزيارة الإعلان عن إقامة صندوق استثمار مشترك برأس مال 16 مليار دولار، وتوقيع أكثر من 30 إتفاقاً ومذكرة تفاهم في مجالات إنمائية عدة. وزار الملك سلمان السبت الأزهر الشريف حيث تم وضع "حجر الأساس لمدينة البحوث الإسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر" التي سيتم تمويلها بمنحة من خادم الحرمين الشريفين. كما تم الإعلان عن إنشاء جسر بري فوق البحر الاحمر لربط البلدين، بالإضافة إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ونتيجة هذا الترسيم تم الإقرار بوقوع "جزيرتيّ صنافير وتيران داخل المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية"، ما أثار جدلاً كبيراً في مصر في ظل وجود من ينادي بالسيادة المصرية على هاتين الجزيريتين. ويعاني الإقتصادي المصري بشدة بسبب تراجع عائدات السياحة وانحسار الإستثمار الأجنبي منذ الإطاحة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. ويقول محللون أن حزمة الإستثمارات السعودية ستعطي دفعة للإقتصادي المصري على المدى القصير. وأحيطت الزيارة بمظاهر حفاوة وترحيب كبيرين انعكست في التغطية الإعلامية الواسعة من قنوات التلفزيون الرسمية والخاصة، حيث تزين أعلام مصر والمملكة شوارع القاهرة. والأحد دعا الملك سلمان في كلمة ألقاها أمام البرلمان المصري إلى توحيد الجهود ل"مكافحة التطرف ومحاربة الارهاب". ورغم بعض التباينات في المواقف السياسية تجاه الأزمة السورية وعدم رغبة مصر في إرسال قوات برية للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، إلا أن القاهرة ظلت حريصة على تأكيد علاقاتها المتينة بالرياض. ويرى محللون أن هدف الزيارة تأكيد الدعم السعودي للسيسي رغم بعض الإختلافات السياسية الإقليمية بين البلدين.