كشف مسؤول أمريكي عن إجراء بلاده مباحثاتٍ مع تركيا لتمكين المعارضة السورية المعتدلة من دفع «داعش» نحو شرق سوريا، في وقتٍ تحدَّد فيه ال 13 من إبريل الجاري موعداً لاستئناف المفاوضات بين نظام بشار الأسد ومناهضيه. وأفاد السفير الأمريكي لدى أنقرة، جون باس، بأن مسؤولين من بلاده يبحثون مع الجيش والحكومة التركية كيف يمكن للمعارضة المعتدلة دفع الإرهابيين نحو الشرق بعيداً عن الحدود. وأبلغ صحفيين أمس بقوله «حققنا بعض التقدم في الأسابيع القليلة الماضية مع دفع هذه الجماعات نحو الشرق أكثر على طول الحدود، وسنواصل التركيز على هذه المنطقة»، مشدِّداً على وجوب «دفع داعش شرقي الخط الحالي». وتزامنت تصريحاته مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة فصائل مقاتِلة على معبر الراعي «الذي يقع في محافظة حلب (شمال) ويعد أبرز معابر التنظيم الإرهابي باتجاه تركيا وواحداً من آخر المعابر تحت سيطرته». وكانت جماعات معارِضة انتزعت هذا الأسبوع أيضاً عدداً من القرى من قبضة التنظيم بالقرب من الحدود. وشمِلَ الهجوم فصائل تحارب تحت لواء الجيش الحر ويتم إمدادها بالأسلحة عبر تركيا. ومن شأن استمرار تقدُّم المعارضة قرب الحدود تقليص وجود «داعش» في منطقة تعدُّها الولاياتالمتحدة ذات أولوية في معركتها ضده. وتحدث السفير باس عن التباحث خلال الحوار مع المسؤولين الأتراك بشأن «فرص تعزيز الدعم لهذه الجماعات» التي تواجه التنظيم. فيما نفى تزويد بلاده وحدات حماية الشعب الكردية السورية بأسلحة وذخيرة. وذكَّر بمعارضة واشنطن مساعي أي جماعةٍ لإحداث تغييرٍ ديموجرافي في المنطقة «وراء ستار» محاربة الإرهاب. وتتهم أنقرة وحدات حماية الشعب بارتكاب «تطهير عرقي» في بلداتٍ يقطنها عرب وتركمان. في سياقٍ متصل؛ كرَّر باس دعوته حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح والتوقف عن شن هجمات. وشنَّ الحزب المحظور حملة تمرد استمرت 3 عقود ضد الدولة التركية. وتجدَّد النزاع في يوليو الماضي. وتعدُّ أنقرة الحزب المصنَّف أوروبيّاً وأمريكيّاً باعتباره «منظمة إرهابية» حليفاً وثيقاً لوحدات حماية الشعب. إلى ذلك؛ أسفر إطلاق صواريخ من سوريا، نسبتها أنقرة إلى «داعش»، عن إصابة 3 مدنيين بجروح أمس في بلدة كيليس الحدودية، ما استدعى ردّاً فوريّاً من المدفعية التركية ضد أهداف للإرهابيين. ونشرت وكالة الأنباء التركية «دوغان» معلوماتٍ عن إطلاق صاروخين قبيل الساعة ال 9 صباحاً أصابا شارعين في البلدة. وأحدثَ الصاروخ الأول أضراراً في منزلٍ وأدى إلى جرح اثنين من اللاجئين السوريين كانا يعيشان فيه، بينما سقط الثاني على طريق وأدى إلى إصابة شخص واحد بجروح، بحسب حصيلة أخيرة. وفرضت الشرطة على الفور طوقاً أمنيّاً حول المنطقتين المستهدفتين، بالتزامن مع توجيه من السلطات المحلية بإغلاق المؤسسات التعليمية. ووفقاً لقواعد الاشتباك؛ ردت المدفعية التركية بقصف منطقة في الجانب السوري بدأ منها القصف الصاروخي على كيليس. ويتم استهداف البلدة بشكل متكرر منذ بضعة أسابيع بصواريخ تنسِبُها السلطات إلى التنظيم الإرهابي الذي يحتل منطقة سورية قريبة من الحدود. وأدت بعض عمليات القصف الصاروخي هذه في ال 18 من يناير وال 8 من مارس إلى مقتل 4 أشخاص. وكشف رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، عن اعتزام المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ومسؤولين أوروبيين آخرين زيارة كيليس في ال 16 من الشهر الجاري لافتتاح مركز لاستقبال اللاجئين السوريين بتمويلٍ من الاتحاد الأوروبي. بدوره؛ توقَّع المبعوث الأممي للأزمة السورية، ستافان دي ميستورا، استئناف المفاوضات بين نظام الأسد ووفد المعارضة في ال 13 من الشهر بدلاً من ال 11 كما كان مزمعاً. واعتبر، في تصريحاتٍ له أمس من جنيف، أن الجولة المقبلة، وهي الثالثة هذا العام، يجب أن تقود بشكل ملموس إلى بداية حقيقية لانتقال سياسي. وأفصح دي ميستورا عن عزمه السفر إلى دمشق وطهران والاجتماع مع مسؤولين آخرين في المنطقة للسعي إلى التوصل لتفاهم مشترك بشأن عملية الانتقال السياسي. وذكر أنه استمع بالفعل إلى «بعض الأفكار المهمة» من روسيا وسيتشاور أيضاً مع المسؤولين الأتراك والسعوديين والأردنيين واللبنانيين قبل استئناف المحادثات. إغاثيّاً؛ عبَّر رئيس المجموعة الأممية العاملة على الشؤون الإنسانية للسوريين، يان إيجلاند، عن خيبة أمله لبطء دخول المساعدات إلى مناطق تحاصرها القوات المدعومة من النظام. لكنه تطلَّع إلى إجراء عملية إجلاء كبيرة من 4 بلدات. وذكر أنه من المزمع إجلاء ما يصل إلى 500 من المرضى والجرحى وعائلاتهم من بلدات مضايا والزبداني والفوعة وكفريا. وتتعامل المجموعة الأممية مع الهدنة السارية منذ ال 27 من فبراير الماضي باعتبارها لازمة لإدخال مساعدات. بينما سجَّلت مراصد خروقات عدَّة من جانب قوات الأسد لاتفاق وقف إطلاق النار. وألقت باريس باللوم على الأسد في انتهاك الهدنة والحيلولة دون تحسن الأوضاع الإنسانية. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إدانة بلاده «انتهاكات وقف الأعمال القتالية المسؤول عنها النظام والقيود الموضوعة في وجه المنظمات الإنسانية». ولفت إلى الوضع في عددٍ من البلدات التي يحاصرها النظام بوصفه مثيراً للقلق خاصة بلدة داريا. في هذه الأثناء؛ أفادت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، نقلاً عن سكان، بفقد حوالي 250 من موظفي شركة إسمنت منذ الإثنين الماضي إثر هجومٍ ل «داعش» في الضمير على مسافة 40 كلم شمالي شرق دمشق. وأبلغ مسؤول إداري في الشركة عن «انقطاع الاتصال مع نحو 250 عاملاً في معمل (إسمنت البادية) منذ الإثنين»، في وقتٍ أعربت بعض العائلات عن خشيتها من أن يكونوا مخطوفين لدى التنظيم الإرهابي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان فقدان الاتصال مع عشرات من عمال المعمل القريب من مدينة الضمير خلال هجومٍ للتنظيم، متحدثاً عن معلومات عن «خطفهم من التنظيم واقتيادهم إلى جهة مجهولة». ويسيطر مقاتلو المعارضة على القسم الأكبر من البلدة. ونقلت «فرانس برس» عن مصدر قوله إن «داعش» فشل هذا الأسبوع في الاستيلاء على مطار عسكري ومحطة كهرباء هناك.