قرَّرت السلطات البلجيكية أمس تسليم صلاح عبد السلام المتهم بضلوعه في اعتداءات باريس إلى فرنسا، فيما يستعد مطار بروكسل الذي شِهَد تفجيراتٍ انتحارية قبل 10 أيام لفتح أبوابه مجدَّداً رغم أن الرحلات لن تُستأنَف فوراً. وعبدالسلام هو الناجي الوحيد من المجموعة التي نفَّذت اعتداءات باريس في ال 13 من نوفمبر، لكنه اعتُقِلَ في بروكسل في ال 18 من مارس. وبعد 4 أيام من اعتقاله؛ اهتزت العاصمة البلجيكية إثر تفجيراتٍ متزامنةٍ أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنها ونفَّذَها مهاجمون انتحاريون لهم علاقة بعبد السلام وخلية هجمات 13 نوفمبر. وأبلغ محامي عبدالسلام، سيدريك مواس، صحفيين بقوله «يمكنني أن أؤكد لكم أن صلاح يرغب في تسليمه إلى السلطات الفرنسية، لقد وافق بذلك على تنفيذ مذكرة التوقيف الأوروبية، وأريد أن أؤكد رغبته في التعاون مع السلطات الفرنسية». واعتُبِرَ اعتقال عبد السلام (27 عاماً) نجاحاً نادراً في الحرب التي تخوضها بلجيكا ضد الإرهاب، رغم العثور عليه على بعد أمتار من منزل عائلته. وجاء في بيانٍ لمكتب النيابة الفيدرالية البلجيكية «بعدما أعلن صلاح موافقته على نقله إلى فرنسا؛ قَبِلَ القضاء الفدرالي إعلانه الرسمي (…) وأصبح نقله ممكناً». وورد في البيان «السلطات في البلدين ستدرس الآن وبشكلٍ مشتركٍ خطوات تنفيذ عملية النقل». ويُعتقَد أن عبدالسلام، وهو فرنسي من أصل مغربي يقيم في بلجيكا، عَمِلَ على تنسيق الأمور اللوجستية لهجمات باريس. ولاحقاً؛ قال للمحققين إنه كان من المفترض أن يُفجِّر نفسه في ستاد «دو فرانس»، لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة. في غضون ذلك؛ أعلن مطار بروكسل المغلق منذ التفجيرات الأخيرة في ال 22 من مارس تلقيه تصريحاً من خدمات الإطفاء وسلطة الطيران المدني البلجيكية ب «الاستئناف الجزئي لرحلات المسافرين». وأكد المطار المعروف باسم «زافنتيم»، في بيانٍ له، أنه بات جاهزاً من الناحية الفنية لاستئناف عملياته «لكنه في انتظار قرار رسمي حول موعد الاستئناف (..)»، مبيِّناً «حتى مساء الجمعة؛ لن يشهد المطار تسيير أي رحلات». وفي مسعى لإنهاء الفوضى التي نتجت عن إغلاق أحد أهم مطارات أوروبا؛ أجرى مئات الموظفين في «زافنتيم» تدريباتٍ هذا الأسبوع لتجربة نظام تسجيل الركاب المؤقت وإجراءات الأمن المشددة. وبموجب هذه الترتيبات المؤقتة؛ سيتمكن المطار من استيعاب 800 مسافر مغادر في الساعة، أي نحو 20% من طاقته المعتادة. وبرزت صلاتٌ وثيقةٌ بين منفذي هجمات باريسوبروكسل، ما يكشف عن شبكة معقَّدة من خلايا المتطرفين عبر الحدود. لذا؛ شُنَّت سلسلة من المداهمات في عديد من الدول الأوروبية. وفي أحدث المداهمات؛ مشَّط أفرادٌ من الشرطة والجيش البلجيكية منطقة غاباتٍ على جانب طريق سريع بالقرب من كورتري (شمال غرب). وترتبط هذه المداهمة بمخطَّط تم إحباطه في فرنسا الأربعاء واتُهِمَ فيه المدعو رضا كريكت بالانتماء إلى منظمة إرهابية بعدما عثرت الشرطة الفرنسية على ترسانةٍ من الأسلحة والمتفجرات في منزله. واستمرت العملية ساعات عدَّة، لكن النيابة البلجيكية أقرَّت «لم يتم العثور على أسلحة أو متفجرات، كما لم تُسجَّل أي اعتقالات».