احتفت الصحافة المحلية مدعومة بمواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي بمهرجان الفيلم السعودي الثالث الذي أسدل الستار عليه من خلال حفل حضره ما يزيد عن 3 آلاف مهتم بصناعة الأفلام والإبداع السينمائي. لقد حضر الجمهور من الجنسين في صالات مبنى فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، لمدة أربعة أيام تم تتويجها بحفل كرنفالي على مشاهد المهرجانات العالمية ولكنه صناعة محلية وجهود إبداعية يقودها حالمون بصناعة السينما في المملكة. وقد مرت الأيام الأربعة في حالة نقاش مستمر بين صناعة الفيلم السعودي وكيفية الدخول لعالم التقنية من أوسع أبوابه عبر تلك المهرجانات الدولية، وجميعنا يتابع المشاركة السعودية في المهرجانات العربية والدولية، يحملون أفكاراً إبداعية ووطنية، ينقلون همومهم ويقدمون الوطن بعيون سينمائية. ومن خلال قراءة الأفلام التي عرضت ولم يسعفني الحظ بأن أتابع كثيراً منها، لكن يكفينا فخراً أن نعرف أن الأسماء الشبابية التي حصلت على جوائز سبق لها الفوز أيضا في تلك المحافل السينمائية العالمية والعربية. صناعة الفيلم السعودي تمر بمراحل تقنية كثيرة، ولكنها بقيت ضمن اجتهادات فردية منذ أن بدأها رائد السينما السعودية المخرج عبدالله المحيسن من خلال فيلم (ظلال الصمت) عام 2005م كأول فيلم روائي طويل، وسبقها بأفلام وثائقية أيضا حصلت على جوائز عالمية، إلى يومنا هذا؛ حيث يقوم المخرج السعودي بالاجتهاد والبحث عن النص الجيد والاشتغال على تقنيتهم الخاصة، كما يفعل (عبدالله عيفاف، عامر الحمود، محمد السلمان) وآخرون جميعهم يعملون بشكل فردي وبدون أن تحتويهم أي مؤسسة رسمية لاستنهاض إبداعهم وتمهيد الطريق لهم كما يحدث في تلك العواصم التي تهتم بالصناعة السينمائية. من خلال مهرجان الأفلام الثالث الذي حارب من أجله القائمون على استمراره دون أي دعم مادي يذكر من أي جهة رسمية، بينما تأتي تلك الملايين إلى أندية تقدم مهرجانات احتفالية ربما تذكر في الصحافة المحلية ولكنها مثبتة على الأوراق المالية – لإثبات صرف الميزانية –، بينما الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي تناضل من خلال المسرح والسينما ويتم تكليفها لإعداد الاحتفالات وإقامة المهرجانات تظل بدون أي دعم مالي. النقطة التي أردت التركيز عليها في هذه العجالة.. هي التمويل المالي لتلك المهرجانات التي أثبتت نجاحها، ومطالبة الجهات المسؤولة باستمرارها دون أن تسأل عن فواتير التكلفة التي يظل القائمون على المهرجان طيلة العام.. «يسددون ويقاربون»، في دفع تلك المصاريف. وكذلك أهمية احتواء هؤلاء الفائزين من خلال الأكاديميات المتخصصة لتطوير الموهبة الإبداعية ودعمهم؛ لتقديم مزيد من الإبداع المحلي وضمان استمراره قبل محاربته من قبل تلك الفئة التي تستميت لإيقاف أي احتفالية تبعث على الفرح والحب ومزيد من الوطنية في نفوس الشباب.