يكرِّم المهرجان المخرج الراحل سعد الفريح، الذي اختير مراراً للقب أفضل مخرج سعودي وكُرم في كثير من الملتقيات الفنية والثقافية، منها تكريمه في مهرجان الإنتاج التليفزيوني لدول مجلس التعاون الخليجي كرائد من رواد الحركة الفنية في المنطقة. التكريم تمثّل في عرض فيلم وثائقي عن حياته، وكتاب صدر حوله. والفريح بدأ حياته موظفاً بسيطاً في مستشفى أرامكو في الظهران، لكنّ حياته انعطفت سريعاً بانتقاله إلى قسم التليفزيون في الشركة، ليبدأ فيها قصة أول مخرج سعودي، وأحد بناة الهوية الإعلامية في المملكة العربية السعودية. ابتعث إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن الدفعة الأولى للتليفزيون السعودي عام 1964م، للاستزادة من التخصص في الإنتاج التليفزيوني. التحق بمعهد آر سي آي في نيويورك ليحصل على دبلوم الإنتاج والإخراج وعمليات الاستديو، وبكلية أنتيوك في ولاية أوهايو حيث درس عناصر المسرح والإنتاج المسرحي. كما انخرط في دورة الإنتاج التليفزيوني والسينمائي في بي بي سي لندن عام 1968م، وعديد من الدورات المتخصصة الأخرى، ليعود إلى المملكة محملاً بخبرة عريضة في الإنتاج السينمائي والتليفزيوني، فعُرف برؤيته النافذة وبحساسيته الفنية العالية وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالإتقان الإخراجي وهندسة الصورة. أخرج أول مسرحية للتليفزيون بعنوان «أنا أخوك أمين» من تأليف طلال مداح، وأول فيلم سينمائي بعنوان «تأنيب الضمير». كما أخرج الحلقات الأولى من مسرح التليفزيون التي ظهر فيها لأول مرة على التليفزيون كلٌّ من طلال مداح وأبوبكر سالم بالفقيه وعمر كدرس ومحمود حلواني ومحمد عبده وعبادي الجوهر. أخرج كثيراً من الأعمال الدرامية وبرامج الأطفال والمنوعات والبرامج الثقافية أشهرها برنامج «معك على الهواء»، و«وجهاً لوجه»، والبرنامج الأدبي الأشهر «الكلمة تدق ساعة» الذي كان أول وأهم برنامج ثقافي في المملكة. ولعل من أهم ما قدمه سعد الفريح كان برنامجه الوثائقي «بطل الحضارة والتوحيد» الذي عُرض بمناسبة الاحتفالات بمئوية تأسيس المملكة. اختير مراراً للقب أفضل مخرج سعودي وكُرم في كثير من المهرجانات والملتقيات الفنية والثقافية، منها تكريمه في مهرجان الإنتاج التليفزيوني لدول مجلس التعاون الخليجي كرائد من رواد الحركة الفنية في المنطقة.