انطلاقاً من تقاليد مهرجان أفلام السعودية الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، في تكريم شخصية رائدة في مجال الأفلام، احتفاء بها وتقديمها كنموذج متميز يحتذى به من قبل صنّاع الأفلام الشباب، يكرّم المهرجان المخرج السعودي سعد الفريح ( يرحمه الله )، والذي اختير مرارا للقب أفضل مخرج سعودي وكرم في كثير من الملتقيات الفنية والثقافية منها تكريمه في مهرجان الإنتاج التلفزيوني لدول مجلس التعاون الخليجي كرائد من رواد الحركة الفنية في المنطقة. وتحدث رئيس مجلس ادارة جمعية الثقافة والفنون والمشرف العام على مهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة سلطان البازعي:» الراحل سعد الفريح هو واحد من كثير من المبدعين الذين جاءوا قبل وقتهم، والمتابع لسيرته العملية يجده مبدعاً عالي الهمة اتضحت أمامه الرؤية فشق طريقه إلى الحدود العليا لإتقان فن التعامل مع الكاميرا، فلم يكتف حين جاءته فرصة البعثة بدراسة نظرية يعود بعدها لتولي منصب إداري، وإنما اقتحم قلعة صناعة السينما العالمية يتدرب على يد واحد من أساطينها، ويتأسس درامياً بالتدرب على المسرح تمثيلاً وإخراجاً، كما حصل على فرصة عمل في واحدة من أهم شبكات التلفزيون العالمية التي اعترفت بموهبته وقدراته، وحينما عاد إلى العمل في التلفزيون السعودي كان سعد الفريح يرفع السقف دائماً فيما يقدم من أعمال، كما غامر بإخراج فيلم سينمائي مع علمه بأن البيئة لم تكن مهيأة لتقبل مثل هذا العمل، لكنه رحمه الله كان من الرواد الذين يفتحون الطريق وهو من الرواد الذين نفخر بتذكرهم وتكريمهم في مهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة». يذكر أن الفريح كان ضمن الدفعة الأولى للتلفزيون السعودي للمزيد من التخصص في الإنتاج التلفزيوني للولايات المتحدةالأمريكية، في عام 1964م، بالإضافة الى دراسته في بي بي سي في لندن عن الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. كما قام بإخراج أول مسرحية للتلفزيون بعنوان أنا أخوك أمين من تأليف طلال مداح. بالإضافة لإخراجه أول فلم سينمائي بعنوان تأنيب الضمير كاميرا 16 ملم من بطولة حسن دردير. أخرج الفريح أيضا الحلقات الأولى من مسرح التلفزيون والتي ظهر فيها لأول مره على التلفزيون كل من طلال مداح وأبوبكر سالم بالفقيه وعمر كدرس ومحمود حلواني ومحمد عبده و عبادي الجوهر. أخرج الكثير من الأعمال الدرامية وبرامج الاطفال والمنوعات والبرامج الثقافية أشهرها مما ثبت اسمه في ذاكرة المشاهد برنامج «معك على الهواء» و»وجها لوجه» والبرنامج الأدبي الأشهر «الكلمة تدق ساعة»، الذي كان أول وأهم برنامج ثقافي بالمملكة، ولعل من أهم ما قدمه المخرج سعد الفريح كان برنامجه الوثائقي «بطل الحضارة والتوحيد» الذي عُرض بمناسبة احتفالاتنا بالمئوية «مئة عام على تأسيس وتوحيد المملكة» على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. يأتي اختيار المخرج سعد الفريح الشخصية المكرمة لمهرجان أفلام السعودية في دورته الثالثة والذي سيعقد من 24 إلى 28 مارس 2016م كعرف لدى المهرجان منذ نسخته الأولى في تكريم الشخصيات السعودية الرائدة فنياً وثقافياً والتي بدأت بتكريم المخرج السينمائي السعودي عبدالله المحيسن في الدورة الأولى عام 2008م، والفنان والمخرج إبراهيم القاضي في الدورة الثانية عام 2015 .