خضع 53 مشجعا مغربيا بينهم 35 قاصرا اليوم، للتحقيق في المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، فيما يمثل غداً الثلاثاء 16 آخرون أمام الغرفة الجنائية على خلفية مقتل 3 وجرح العشرات السبت عقب مباراة لكرة القدم. واندلعت السبت شجارات عنيفة بين مجموعتين من مشجعي الرجاء البيضاوي في منصات ملعب محمد الخامس بعد فوز فريقهم (2-1) على شباب الريف الحسيمي، وخلفت المواجهات 3 قتلى و54 مصابا بجروح متفاوتة، إضافة الى إلحاق خسائر مادية. وقال المصدر القضائي الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لفرانس برس إن "53 من مشجعي الرجاء البيضاوي مثلوا امام قاضي التحقيق بينهم 35 قاصرا، وبعد الانتهاء سيتم تحديد التهم بشكل دقيق لكل واحد منهم". وكانت الادارة العامة للامن الوطني في المغرب قد أعلنت اعتقال هؤلاء "لضلوعهم في اعمال تخريب"، وستوجه لهم تهم "تعييب ممتلكات عمومية، والاعتداء على رجال الأمن" في الغالب حسب المصدر نفسه. أما الأشخاص المشتبه بتورطهم في القتل والاعتداء بأسلحة بيضاء، فعددهم حسب المصدر نفسه "16 سيمثلون غدا، أما الغرفة الجنائية للمحكمة حيث سيتم التحقيق معهم بشكل مفصل وبعدها ستوجه لهم تهم قد تكون ثقيلة في الغالب نظرا لوجود ضحايا". وفيما يستمر التحقيق مع مشجعي فريق الرجاء البيضاوي، تجمعت في محيط المحكمة عشرات العائلات وأصدقاء المعتقلين ووسائل الإعلام المحلية، حسبما أفاد مراسل فرانس برس. وفي المقابل دعت عريضة إلكترونية وقعها نحو 1000 ناشط على الأنترنيت إلى إيقاف البطولة المغربية مؤقتا، وقال بيان مصاحب للعريضة "أوقفوا هذه البطولة حتى نجد حلا لإيقاف الموت في ملاعبنا.. أوقفوا هذا العبث ولو بشكل مؤقت حتى نعود بالكرة إلى هدفها" وأضاف البيان "نريد كرة قدم مغربية عمادها الروح الرياضية. نريد بطولة مغربية قوامها جماهير واعية تأتي للتشجيع وليس للقتل. نريد ملاعب مغربية يمكن لأي كان أن يجلس في مدرجاتها بأمان دون أن يخاف على حياته. فأوقفوا هذه البطولة". وأعلنت الجامعة الملكية لكرة القدم (الاتحاد المحلي) الأحد في بيان "معاقبة الرجاء الرياضي بإجراء 5 مباريات دون جمهور، وقد يمتد هذا الإجراء إلى ما بعد نهاية البطولة الوطنية للموسم الرياضي الحالي". كما فرض الاتحاد على نادي الرجاء "غرامة مالية قدرها مائة ألف درهم (9250 يورو) وتعويض جميع الأضرار". وقد سبق وأن أوقفت قوات الأمن المغربية منتصف فبراير الماضي 75 شابا بينهم 48 قاصرا بسبب "تورطهم" في أعمال شغب عقب مباراة في كرة القدم جمعت فريقين محليين. وكانت محكمة في مدينة الدار البيضاء اصدرت في الثامن من يناير احكاما بالسجن بحق سبعة من مثيري الشغب على خلفية مواجهات اندلعت بين جمهوري فريقي الرجاء والوداد البيضاويين في منتصف ديسمبر 2015 ما ادى الى اصابة 25 من قوات الأمن وسقوط جرحى بين مشجعي الفريقين.