أبدأ كلماتي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول «إن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله» صدق رسول الله، وبأرق وأصدق المشاعر وبأسمى معاني الحب والتقدير والاحترام، أكتب لك أيتها السيدة الفاضلة بل سيدة السيدات في مجتمعنا هذا، وسامحيني إن خانني التعبير فقد عجز قلمي عن وصف ما بداخلي وإعطائك ولو جزءاً صغيراًَ مما أكنَّه لك من إعجاب واحترام وتقدير لشخصكم، قد يتعجب بعضهم من أناس يعملون من أجل الآخرين بكل جد ومثابرة من غير كلل أو ملل، وقد يزداد الاندهاش إذا علمنا أن هؤلاء يعملون دون مقابل فلا مال يطلبون ولا سمعة يريدون، فتلك السيدة النبيلة لا تجد متعتها وسعادتها إلا حين ترسم البسمة على وجوه الآخرين وتكسو السعادة حياتهم، ومن هنا أيها السادة أحببت أن أخبركم وأهنئ نفسي وإياكم أن تلك السيدة موجودة بيننا، إنها السيدة «مها الحقباني». لقد راودني سؤال وفرض نفسه بل سيطر على تفكيري، ألا وهو، ما السر الذي جعل تلك السيدة تعمل في مجال العمل التطوعي بطيبة نفس وانشراح صدر؟ وما هو السر وراء تلك السعادة التي تجدها السيدة مها في عملها؟ وبعد تفكير علمت أن سر سعادتها هي كلمة واحدة، العطاء، نعم العطاء دون مقابل هو شعار السيدة الفاضلة، العطاء الممزوج بالحب والصدق والتفاني في خدمة الناس، لقد استطاعت السيدة مها أن تسهم في تعزيز المجتمع وترتقي ببنيته الاجتماعية، واستطاعت أن تتخطى كل الصعاب التي واجهتها ناشدةً مستقبلاً أفضل لمجتمعنا. فيا أيتها السيدة الفاضلة ستظلين مثلاً يحتذى به ونقدره ونحترمه ونتفاخر به، فإنك تستحقين كل الشكر من قلوبنا قبل أن تنطق به ألسنتنا، ستظلين وساماً على صدورنا، ستظلين منارة نهتدي بها حين نضل طريقنا، ستظلين مدرسة فريدة تعلمنا الأخلاق والفضيلة، مدرسة تعلمنا العطاء دون مقابل، فهنيئاً لنا ولمجتمعنا بك، وأخيراً تحيتي واحترامي وإجلالي لك أيتها السيدة الرائعة فأنتِ من بذلتِ الجهد ولم تنتظري العطاء ورد الجميل من أحد.