استدعت وزارة الخارجية في السودان القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم دينيس هانكنسن لتوضيح موقف واشنطن من مؤتمر اسطنبول لدعم السودان المقرر عقده نهاية مارس الجاري. وصوَّبت الخارجية في هذه الأثناء انتقادات عنيفة لتصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنيتون التي قالت فيها إن نظام عمر البشير يسعى لتقويض دولة الجنوب الوليدة. ونعتت وزارة الخارجية السودانية تصريحات كلينتون ب»المؤسفة»، واعتبرتها نتاجا لتصاعد حمى الانتخابات الأمريكية. وقالت إن موقف واشنطن ينكشف بالتدريج كلما اقتربت الانتخابات، وجزمت بأن موقف أمريكا من السودان يخضع للصراع بين الإدارة الأمريكية ومجموعات الضغط التي تبتزها لاتخاذ مواقف تجاه السودان، ورأت أن الإدارة الأمريكية تبني علاقتها مع السودان في أطر هذا الصراع. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية السفير العبيد مروح أن وكيل الوزارة استفسر من القائم بالأعمال الأمريكي عن موقف بلاده من مؤتمر اسطنبول، وأسباب تأجيل واشنطن للمؤتمر من سبتمبر إلى مارس وانعقاد المؤتمر الذي يخص دولة الجنوببواشنطن. ونوه مروح، في تصريحات صحفية أمس، إلى أن القائم بالأعمال أبلغ الخارجية أن واحدا من أسباب التأجيل يتمثل في ملاحظات تخص الترتيبات الخاصة بالمؤتمر، غير أنه شدد على حرص بلاده على إنجاح المؤتمر. وأضاف مروح أن القائم أوضح أن سببا آخر للتأجيل يتمثل في الموقف الأمني والإنساني في جنوب كردفان، وأردف أن هذا الموقف يشكل عائقا أمام مشاركة واشنطن وآخرين في المؤتمر بالمستوى المطلوب. وذكر مروح أن القائم أبان أن دولته مازالت تدرس الأمر وتناقشه ولم تحدد موقفها بشكل نهائي، لافتا إلى قرب الإفادة بموقف بلاده لاحقا، وأكد مروح أن وكيل الخارجية أبلغ القائم بالأعمال الأمريكي أن الخرطوم ليست طرفا في الدعوة والترتيبات التي تقوم بها دول الاتحاد الأوروبي والنرويج وتركيا بصفتها الجهات المبادِرة بإقامة المؤتمر. وتابع مروح بالقول «أبلغنا القائم أن السودان حريص على الترتيبات باعتباره الدولة المعنية بما سينتهي إليه المؤتمر»، وأضاف: «أحطناه أن الخرطوم ترى أن الترتيبات تسير بصورة جيدة وليست هناك مشكلة». وأشار مروح إلى أن الخارجية أبلغت القائم أن الولاياتالمتحدة عندما التزمت بدعم السودان عقب الانفصال لم يكن هناك تمرد بولاية جنوب كردفان، وذكر: «أحطناه بأن الحكومة ليست مسؤولة عما يحدث في جنوب كردفان، وأنها قامت بمجهودات كبيرة من بينها الإعلان عن وقف إطلاق النار ومطالبة المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على المتمردين»، مبيِّنا أن الخارجية طالبت القائم بتحديد موقف بلاده بشكل واضح من المؤتمر حتى يتم التعامل معها علي ضوئه بعيدا عن «المبررات السياسية»، على حد تعبيره.