أعرب عدد من المسؤولين الأفغان عن تفاؤلهم أمس باستئناف محادثات السلام مع حركة طالبان «خلال أسابيع» حتى بعد أن رفض المسلحون دعوات الحوار. وكان من المتوقع استئناف المحادثات التي تشارك فيها أربع دول مطلع مارس، إلا أن حركة طالبان أكدت السبت شروطها المسبقة للحوار وبينها خروج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان. وصرح الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس أنه «متفائل» بشأن المحادثات التي تهدف إلى إنهاء التمرد المستمر منذ 14 عاماً داعياً الحركة إلى المشاركة في المفاوضات. وقال في كلمة أمام البرلمان «أقول لطالبان إنكم تواجهون اختباراً تاريخياً كبيراً، إما أن تقفوا مع أبناء وطنكم أو مع المعارضة». وأكد أن «السلام هو الطريق الوحيد إلى الأمام». والتقى مسؤولون من أفغانستان والصين وباكستان والأمم المتحدة في كابول أواخر فبراير في جولة رابعة من المحادثات التي تهدف إلى إنعاش عملية السلام التي توقفت الصيف الماضي. والسبت، رفضت طالبان التي كثفت هجماتها مؤخراً المشاركة في المحادثات التي قالت إنها «لن تؤدي إلى أية نتيجة». غير أن مسؤولاً بارزاً في قصر الرئاسة الأفغاني أكد أن عملية السلام ستستأنف. وقال «ربما تتأخر العملية، ولكن طالبان ستأتي إلى المحادثات، نحن متأكدون من ذلك». وأضاف إن «خطابهم المتشدد يستهدف قادتهم المتشددين غير المستعدين لرؤية قادتهم ينضمون إلى المحادثات». وصرح مسؤول من المجلس الأعلى للسلام المكلف التفاوض مع المتمردين «نحن متفائلون من أن المحادثات المباشرة بين الحكومة وطالبان ستبدأ خلال أسابيع». وقال المحلل ميا غول وثيق من كابول «طالبان تريد التفاوض من موقع القوة للحصول على مزيد من التنازلات». وأضاف «أنا متفائل بأن المحادثات ستجري، ولكن مسالة أن تحقق نتائج أم لا هي مسألة مختلفة». من جهة أخرى تنسحب القوات الأفغانية من مناطق مضطربة في جنوب البلاد دون قتال ما يتيح المجال لمسلحي طالبان بالسيطرة عليها في إطار عملية «تراجع استراتيجي» غير مسبوقة تثير مخاوف من تراجع سيطرة الحكومة على البلاد. وبسبب ارتفاع عدد قتلاه إلى مستوى قياسي وفرار عديد من جنوده ونقص عديده، فقد تخلى الجيش الأفغاني مؤخراً عن عديد من المواقع في بعض مناطق ولاية أوروزغان وسط البلاد في عملية أنسحاب بدأت الشهر الماضي. كما انسحبت تلك القوات من مناطق موسى قلعة ونوزاد في ولاية هلمند المجاورة والتي تعد معاقل قاتلت القوات الأجنبية لسنوات طويلة للدفاع عنها حيث تقف المنطقة حيث تزدهر زراعة الخشخاش على حافة الانهيار. وتسبب في عملية الإنسحاب شائعات تسري حول إبرام الحكومة اتفاقات مع حركة طالبان مع تنامي الجهود الدولية لإقناع الحركة المسلحة بالمشاركة في مفاوضات السلام.