كابول - أ ف ب، رويترز - أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن خلال مؤتمر صحافي عقده في كابول امس، ان الهجوم على حركة «طالبان» في معقلها في ولاية قندهار (جنوب) يمثل «حجر الزاوية» للحرب في افغانستان. وقال مولن غداة تفقده القوات المنتشرة في منطقة مرجة بولاية هلمند المجاورة لقندهار، وذلك في اعقاب زيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما المفاجئة لكابول ولقائه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي : «نتطلع الى قندهار الآن باعتبارها قلب اندفاع طالبان، وسننفذ عملياتنا المقبلة فيها». وأعلن مولن انه يؤيد قول الرئيس اوباما إن «الإرهاب يضرب جذوره في باكستان» المجاورة، في اشارة الى الكلمة التي ادلى بها الرئيس الأميركي امام قواته في باغرام الأحد الماضي. وأشار الى ان ايران تسعى الى تعزيز نفوذها في المنطقة، و هو نفوذ «سلبي جداً، معلناً تبلغه وجود شحنة كبيرة من الأسلحة مرسلة من ايران الى افغانستان». في غضون ذلك، اعلن قريب الرحمن سعيد العضو في وفد الحزب الإسلامي الذي اجرى مفاوضات جولة ثانية من محادثات السلام مع الرئيس كارزاي اول من امس، اختتام الجولة الأولى من المحادثات من دون تحقيق انفراج، لكن مع وجود التزام بالاستمرار. وأشار الى ان الوفد سيطلع الزعيم الهارب قلب الدين حكمتيار على فحوى المحادثات، تمهيداً للحصول على رده خلال أسابيع قبل العودة إلى كابول لاستئناف المحادثات التي يعتبر زعماء غربيون انها باتت ضرورة في ظل عدم امكان حسم الصراع عسكرياً. وعرضت الجماعة على كارزاي خطة من 15 نقطة تشمل المطالبة ببدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في تموز (يوليو) المقبل وإنجاز ذلك خلال ستة أشهر، لكن المشاركين في المحادثات قالوا إنه يمكن التفاوض حول هذه المواعيد. وأعلن سعيد ان مسودة الخطة ستخضع لتعديل. نحن مرنون، ونريد على غرار الحكومة أن تستمر هذه العملية. ونحن متأكدون من أن «الجانبين صادقان». واعتبر ان تحديد جدول زمني صارم لخروج القوات الأجنبية سيدفع «طالبان» إلى الانضمام للمحادثات، علماً ان أوباما اعلن سابقاً ان انسحاب القوات الأجنبية سيبدأ في تموز (يوليو) 2011، لكن وتيرة الانسحاب ستتوقف على الظروف القائمة على الأرض. وتتوخى واشنطن الحذر إزاء المسألة، قائلة إنها «تؤيد جهود أفغانستان للمصالحة مع الجماعات المسلحة الرئيسة، لكن لا بد من أن تلقي السلاح وتتبرأ من تنظيم القاعدة». ويستبعد مسؤولون أميركيون حصول محادثات مع «طالبان» قبل أن يحقق الجنود ال 30 ألفاً الإضافيين الذين سيرسلون الى افغانستان هذا الصيف مكاسب ميدانية، علماً ان الحزب الإسلامي لا يمثل بحسب الحلف الأطلسي (ناتو) خطراً كبيراً مثل «طالبان» أو شبكة جلال الدين حقاني التي تتمركز في جنوب شرقي البلاد. ميدانياً، قتل 13 مدنياً على الأقل وجرح عشرات في انفجار قنبلة في سوق ببلدة باباجي الريفية المجاورة للشكر جاه عاصمة ولاية هلمند. وأوضح الناطق باسم الولاية ان غالبية الضحايا مزارعون تجمعوا لتلقي بذور مجانية، في إطار برنامج يهدف إلى منعهم من زراعة الخشخاش الذي يستخدم في إنتاج الأفيون. وسقط جندي من الحلف الأطلسي (ناتو) في انفجار عبوة يدوية الصنع، ما رفع الى 138 عدد العسكريين الأجانب الذين قتلوا في افغانستان منذ مطلع السنة.