على غرار الخيال العلمي، لماذا لا يكون هناك سبب آخر غير «الفكر» المتهم الأول في جرائم «داعش». هؤلاء أشباه بشر بقلوب وحوش، لماذا لم نفكر لبرهة أن ما يقومون به من أفعال تتعدى في وحشيتها أفعال الحيوانات المفترسة الجائعة في الغابات، هي أفعال خاضعة لعبث «علماء شريرين» تابعين لجهات معادية. أصبح لا يخالجني شك في أن هناك امتداداً لعمليات التحكم بالعقل غير تلك التقليدية، التي قرأنا، وسمعنا عنها من قِبل استخبارات عالمية، أو لأهداف صحية كما يجري في عمليات الإيحاء النفسي، أو التنويم المغناطيسي، عمليات التحكم بالعقل بالطرق غير التقليدية مهَّدت لها، أو جعلتنا أكثر إيماناً بها، ما ظهر مؤخراً، وما يُدعى ب «المخدرات الرقمية»، ثبت استخدامها عن بُعد، وثبت تأثيرها على العقل والسلوك. إن في الدماغ البشري أجزاءً خاصة بمنظومة القيم، وأجزاءً مسؤولة عن اتخاذ القرار، ولابد أن هناك بحوثاً مستفيضة، يجريها علماء أشرار، استطاعوا من خلالها أن يفكُّوا أسرارها باستخدام ذبذبات، وموجات فوق صوتية بعد اختيار فرائسهم عن طريق مواقع التواصل، وعندما تكون الضحية في مواجهة «المنفذ» على الطرف الآخر عن بُعد، تتم عملية مشابهة ل «تهكير» أجهزة الحاسب، ولكنها تتم من خلال أعصاب الأذن، وداخل عقل الضحية، هناك يتم إلهاء الضحية بمواضيع جانبية، وصور ومقاطع، وعلى الجانب الآخر، يتم إرسال موجات، وذبذبات تدمر مستودع القيم، وتستعبد القرار العقلي، ثم يتم الإيحاء، والسيطرة على العقل بشكل كامل، وتحويل الكائن البشري إلى مجرد «روبوت»، تُزرع فيه فكرة شيطانية حتى لو كانت قتل أخٍ، أو أبٍ، أو أمٍّ بما يخدم هدف الطرف المستفيد. ولكن، مَنْ المسؤول عن كشف هذه الجرائم العبثية، ومَنْ المسؤول عن محاربتها وتجريمها؟ إنها خطر أقوى من الأسلحة النووية.. جريمة العبث بعقول البشر!