المهرجانات هي ملتقيات شعبية لها أهداف ثقافية أو فنية أو تجارية، يتم فيها استعراض الجديد وتبادل الخبرات، بالإضافة لأهم هدف وهو الاستمتاع والترويح عن النفوس، وفي كل دولة خليجيّة يقام عدد من المهرجانات المتنوّعة خلال السنة الواحدة، ما بين مهرجان تراثي أو ثقافي أو فني أو معارض للكتب ومعارض للفنون التشكيليّة وغيرها، وأمّا من ناحية المهرجانات الرياضية فقد أخذت لها شعبية عريقة، فبطولة كرة القدم الخليجية تحظى بمتابعة وقبول عام بالإضافة لعدد من البطولات الرياضية الأخرى. الدول الخليجية يجمعها عديد من المشتركات الإنسانية والتاريخية والجغرافية وحتى المستقبلية، وفيها تنوّع بشري وتعدُّد ثقافي كبير، مما يجعلها زاخرة بلوحات جمالية في مختلف أنواع الفنون والمعارف، والمتأمل لدور الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يجد النشاط السياسي الكبير الذي تبذله لوحدة الكلمة وجمع الصف، وفي الوقت نفسه كم نتمنى أن يتطور دور أمانة المجلس للتنسيق بين وزارات الثقافة ووزارات السياحة الخليجية لوضع أجندة محدَّدة سلفاً بالتاريخ لكل النشاطات والمهرجانات الثقافية والتراثية القائمة طول العام في مختلف الدول الخليجية ليسهل على السائح الخليجي وغير الخليجي الاطلاع عليها والتنسيق لحضورها، بالإضافة إلى وجود موقع إلكتروني يحوي تفاصيل هذه الفعاليات، وبذلك يمكن تفعيل وتنشيط السياحة الخليجية واستقطاب السيّاح من كل أنحاء العالم، ويمكن أن تحظى الأسرة الخليجية بسياحة محافظة، تلبِّي حاجاتهم من الترفيه والفائدة. في كل دولة خليجية هناك تجربة تحمل كثيراً من الأفكار والتجارب والخبرات، والتي لو اتحدت مع بعضها لأصبح لدينا سوق سياحي كبير في المنطقة، فعلى سبيل المثال؛ تجربة السعودية في الجنادريّة وسوق عكاظ وتجربة أبوظبي في مهرجان الظفرة وتجربة دبي في القرية العالميّة وتجربة قطر في سوق واقف وتجربة عمان في مهرجان صلالة وتجربة الكويت في قرية صباح الأحمد التراثية وتجربة البحرين في مهرجان التراث، بالإضافة لمعارض الكتب والفعاليات الموسيقية والغنائية، فليس هناك حاجة لاستحداث مهرجانات جديدة ولكن المسألة هي تنظيم لما هو موجود، وتكثيف وتنويع للمشاركات الخليجية، التي يطمح الجميع لحضورها والاستمتاع بها والاستفادة منها.