عقد وزراء الصحة والزراعة والشؤون البلدية والقروية، اجتماعاً تشاوريّاً لبحث وتقييم الأعمال المشتركة بين الوزارات لمكافحة الأمراض ذات الطبيعة الوبائية، بما في ذلك جهود مكافحة فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط وفيروس الضنك، وكذلك الجهود المبذولة لتقليل احتمال وصول فيروس زيكا وانتشاره في المملكة. واستعرض المجتمعون ما تشكله الأمراض المعدية المنقولة بالبعوض وغيره من النواقل من تحدٍّ صحيٍّ متنامٍ للمملكة أسوة ببقية دول العالم، ويأتي في مقدمتها مرض حمى الضنك الذي ينتشر في أكثر من 120 دولة حول العالم حيث يتعذر استئصاله في الوقت الحاضر لأسباب عديدة. وناقش الوزراء ظاهرة استمرار تسجيل حالات فيروس الضنك الذي ينقله نوع معين من البعوض يسمى الزاعجة المصرية في عدد من مناطق المملكة خاصة في محافظة جدة، كما أن هذا البعوض ينقل فيروس زيكا أيضاً، وبالرغم من عدم تسجيل أي حالات مشتبهة للفيروس في المملكة، فإن السفر من وإلى الدول الموبوءة قد يتسبب في نقل هذا الفيروس إليها. وأكد الوزراء أن مكافحة البعوض الناقل لهذه الأمراض تشكل حجر الزاوية لتقليل الإصابات بهذا المرض، مبينين أن فرق الوزارات الثلاث تعمل كفريق متكامل وتتعاضد جهودها المشتركة في مناطق المملكة المعنية لمكافحة البعوض الناقل للأمراض، إذ تقوم وزارة الصحة بالاستقصاء الوبائي حول المرض وتشخيصه وعلاج حالات الإصابة به، كما تتولى أعمال التوعية حول الوقاية منه، وتتولى وزارة الشؤون البلدية أعمال المكافحة المتكاملة داخل النطاق العمراني مثل رش المبيدات داخل وخارج المنازل وشفط تجمعات المياه وردم المستنقعات، بينما تتولى وزارة الزراعة أعمال الرش وإزالة أماكن تكاثر البعوض خارج النطاق العمراني. وبيّن المجتمعون أنه رغم الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها الوزارات الثلاث في هذا الصدد، إلا أن عدد الإصابات بحمى الضنك لا يزال كبيراً، وهو مؤشر على أن أعمال المكافحة الحالية تواجهها بعض التحديات التي حدّت من فاعليتها، مؤكدين أن من أهم هذه المعوقات كون البعوض الناقل للضنك يتكاثر داخل المناطق العمرانية والمنازل مما يتطلب رش المبيدات داخل المناطق المأهولة والمنازل، كما أن التوسع العمراني والعدد الكبير من المشاريع الإنشائية، وعدم التزام القائمين على بعضها بمبادئ الوقاية، أسهم في توفير بيئة خصبة لتكاثر البعوض وزاد من رقعة المساحة المستهدفة بالمكافحة. وشدد الوزراء على ضرورة تعزيز آليات المكافحة ورفع جودتها، وتوحيد العمل بين الفرق المختلفة وتقوية التقصي الحشري وأعمال الرش وفحص مقاومة المبيدات، وتكثيف رسائل التوعية الصحية والنصائح الوقائية للمواطنين والمقيمين حول مكافحة البعوض عبر كل القنوات الممكنة. كما تم التأكيد على دور اللجنة الدائمة المكونة مِنْ وكلاء الوزارات المعنية لمتابعة أعمال اللجان التنفيذية المشكلة في المناطق التي يوجد فيها البعوض الناقل، ووضع مؤشرات أداء يتم من خلال متابعتها تقييم أداء تلك اللجان. وشدّد الوزراء على أهمية ما أوصت به وزارة الصحة سابقاً حول النصح بعدم السفر للدول الموبوءة بفيروس زيكا، وخاصة للنساء الحوامل، وكذلك على أهمية إطلاع العاملين الصحيين في مختلف القطاعات على أعراض المرض وطرق تشخيصه. كما راجع الوزراء الوضع الحالي لمكافحة فيروس كورونا المتسبب في متلازمة الشرق الأوسط، وأبدوا قلقهم من استمرار ظهور الحالات الأولية بين المخالطين للإبل وكذلك حول النسب المرتفعة للإبل التي أظهرت الفحوص التي أجرتها فرق وزارة الزراعة وجود فيروس كورونا الحي فيها. واستعرض الوزراء التحديات التي تواجهها الوزارات، خاصة تلك التي تعرقل جهود وزارة الشؤون البلدية والقروية لتنفيذ التوصيات الخاصة بإخراج أحواش وأسواق الإبل خارج النطاق العمراني، وتشديد الرقابة وتطبيق الإجراءات الوقائية على المسالخ ومحلات بيع اللحوم. ورغم التقدم الذي تم إحرازه في منع العدوى الثانوية بفيروس كورونا في المنشآت الصحية، فقد أكد الوزراء على أهمية الالتزام الكامل والمتواصل بإجراءات مكافحة العدوى والمشاركة الفاعلة والبنّاءة لجميع مقدمي الخدمات الصحية في القطاعين الحكومي والخاص، الذين وضح لهم جميعاً التحدي الذي يفرضه فيروس كورونا وغيره من الفيروسات التنفسية على القطاعات الصحية. وأجمع الوزراء على ضرورة النظر إلى هذه الأمراض من منطلق الصحة الشاملة، وتعزيز دور مركز مكافحة الأمراض السعودي ليكون مظلة وطنية شاملة تعنى بالحفاظ على الأمن الصحي الوطني، مؤكدين أن العمل المشترك والتكامل بين مختلف وزارات وقطاعات الدولة أصبح ضرورة حتمية لمواجهة الأخطار المتزايدة التي تمثلها الأمراض المعدية.