أكد مدير عام السجون اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي، أن المرأة العسكرية في السجون تعامَل معاملة الرجل تماما وذلك وفق ضوابط تناسب الجنس النسائي من حيث ملائمة قدراتهن لتأدية المهام الموكلة إليهن. وأوضح ل»الشرق» أن المرأة العاملة في السجون على رتبة عسكرية يمكنها أن تحصل على ترقية إذا حصلت على نقاط معينة، كالشهادة الجامعية، وأن يكون عمرها ملائما للترقية، مشيرا إلى أن المرأة العسكرية تأخذ نفس الراتب والبدلات التي يحصل عليها الرجل المماثل لها في الرتبة والإدارة. يعرفونني بالسجانة وحول عمل المرأة في السجون النسائية قالت الملاحظة برتبة وكيل رقيب، زيمة المطيري «بدأت العمل العسكري منذ فترة طويلة وأنا مؤمنة به كضرورة أمنية وذلك بسبب الحاجة لوجود العنصر النسائي داخل السجون النسائية بالمملكة، وهو عمل شريف فلماذا أرفضه». وتواصل، « لم يكن قرار دخولي للعمل العسكري أمرا سهلا وقوبل في البداية من قبل أهلي والمجتمع بالاعتراض والاستهجان، فأهلي لم يتخيلوا للحظة بأنني قادرة على تحمل أعباء العمل كما أن النساء في مجتمعنا لم يكونوا في تلك الفترة على درجة عالية من الوعي بمجال العمل العسكري داخل السجون بالنسبة للمرأة فكانوا يطلقون علي مسمى سجانة لكنني وبحكم تفاعلي في المجتمع أستطيع أن أؤكد للجميع أن هذه النظرة تغيرت منذ ما يزيد عن خمس سنوات، ولكنني لا أزال أعرف بين النساء بالسجانة كوني أعمل خلف القضبان مع أني أعمل بمسمى ملاحظة وبرتبة عسكرية». نظام الورديات مرهق وعن مهام عملهن خلال فترة الدوام اليومي، التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية ظهرا، أكدت الملاحظة العسكرية برتبة جندي أول، زعفرانة الحلوي، التي تعمل في القطاع العسكري منذ تخرجها من المرحلة الثانوية على أن هناك مهام موزعة بينهن بعضها يكون خاصا بالطلبات ( كطلب النزيلات للمحاكم )، أو ملاحظات داخل العنابر، مؤكدة على مسمى ملاحظة الذي تعتبره أكثر قبولا لدى المجتمع من مسمى سجانة الذي يرتبط بالخوف. منوهة على أن ساعات العمل تختلف لدى العاملات العسكريات فبعضهن يعملن بنظام (الشفتات )، وفي ذلك إرهاق لكن حب العمل هو ما يدفعنا للمواصلة. الزي العسكري وأشارت الملاحظة برتبة جندي أول، ندى سعد العبيلي، إلى بعض الصعوبات التي واجهتها في بداية طريقها مرجعة سبب ذلك « لقلة عدد العاملات في القطاع العسكري في ذلك الوقت فقد كان عددنا قليلا جدا مقارنة بالعدد الآن، الذي يقدر حاليا بنحو خمسٍ وستين ملاحِظة عسكرية». وعن الزي العسكري الذي ترتديه أوضحت بأنها وزميلاتها العسكريات في تلك الفترة هن من اختاره وتشرح ل»الشرق» ذلك بقولها « لقد كان يشكل لنا الزي العادي الذي كان عبارة عن ( تنورة سوداء واسعة وبلوزة بيج ) مشكلة كبيرة فلم نكن نُعرف من قبل النزيلات، لذا رفعنا للمسؤولين في تلك الفترة خطابا تضمن معاناتنا، واقترحنا بأن نرتدي الزي العسكري التقليدي، وتم الموافقة على مقترحنا «على أن يكون تنورة وليس بنطالا». فخر واعتزاز وتصف سعادتها بهذا الزي العسكري، الملاحِظة برتبة جندي أول، حياة صالح بقولها « الزي العسكري الرسمي مدعاة للفخر ويشعرني بمزيد من المسؤولية الملقاة على عاتقي، كما أنه يساعدني في أداء مهامي اليومية داخل السجن بكل يسر». واستدركت قائلة، « سعيدة بعملي العسكري كملاحِظة في السجن النسائي لكنني كغيري من الملاحِظات طورت نفسي أثناء عملي هنا بعدد من الدورات التدريبية المجانية». ترشيح وتأهيل من جهتها، أكدت الملاحظة برتبة جندي أول، دليل هادي القحطاني، على تلقيها وزميلاتها العسكريات عددا من الدورات التدريبية وذلك على مدى عملهن العسكري، مشيرة إلى أنهن يحصلن على تلك الدورات عن طريق الترشيح وذلك لمساعدتهن على أداء عملهن الوظيفي بكل اقتدار. موضحة بأن هذه الدورات تكون داخل السجن وذلك بعقد عدد من المحاضرات أو خارجه سواء في مدينة الرياض أو مدينة جدة. مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية هذا الدورات في حصولهن على المعرفة والعلاوة مبينة ل»الشرق» بأن الرتب العسكرية في سجن الرياض بالملز بالنسبة للمرأة تبدأ من جندي، وصولا إلى وكيل رقيب. التدريب حسب الاختصاص وفي السياق ذاته، أكدت مسؤولة التطوير الإداري في السجن النسائي بالرياض الباحثة نوف العتيبي، على أهمية الدورات التدريبية بالنسبة للملاحِظات العسكريات بقولها «تسعى المديرية العامة للسجون وعلى رأسهم اللواء علي الحارثي إلى تطوير أداء العاملات كل حسب اختصاصه بما في ذلك تطوير الأداء المهني والأداء الاجتماعي في دراسة الحالات». لافتا الانتباه إلى أن الملاحِظات يخضعن إلى التدريب مع بداية عملهن وذلك لمدة أسبوعين ليتمكنّ من معرفة لوائح السجون وكيفية التعامل مع النزيلات، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الشغب والإضرابات مع تدريب خاص على كيفية التعامل مع وسائل الأمن والحماية». وتواصل العتيبي حديثها معددة بعض الدورات التي أُخضعت لها العسكريات « طرق وأساليب التفتيش، وتؤخذ هذه الدورات من مصلحة الجمارك، تنمية مهارات العاملات في السجون، وذلك بجامعة نايف العربية، كيفية التعامل مع النزيلات في السجون وتعليمهن كيفية التعامل مع النزيلات من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدة على عدم وجود نزيلات من ذوي الاحتياجات الخاصة في السجن النسائي بالملز، مرجِعة سبب تدريب الملاحِظات على ذلك تحسبا للظروف». وأشارت العتيبي إلى أن التدريب لا يقتصر على هذا الجانب، بل يطال الأمر التوعية بأضرار المخدرات بالإضافة إلى إخضاع العاملات على حد سواء لدورات تدريبية بمعهد الإدارة وذلك لتنمية مهاراتهن في الحاسب الآلي وغيره من الدورات التي تسهم في بنائهن وتطوير أدائهن «. وأضافت «كما أن هناك قسما للتطوير الإداري داخل السجن النسائي بالملز يسعى لتطوير أداء العاملات وهن على رأس العمل وذلك من خلال ورش عمل متخصصة تقام في السجن لتعليمهن كيفية التعامل مع حالات الإدمان وحالات المرض النفسي». اللواء الحارثي