يعتبر الإعداد الفني نقطة الانطلاق لمسيرة تحقيق الأهداف المنشودة، والإخلال بالمنظومة الإعدادية له انعكاسات سلبية على الأندية، ويثبط طموحاتها، ويُحبط جماهيرها. تجلى ذلك بالفريق الشبابي، الذي بدأ موسمه الرياضي بإعداد سلبي، وأخطاء إدارية وفنية عبر «تعاقدات سلبية»، كان أبرزها التعاقد مع المدرب الأورجوياني ألفارو، الذي فشل في تجربته التدريبية، ونحر الفريق من الوريد إلى الوريد، وألقت توصياته التعاقدية بظلالها على الفريق، ما نتج عنه عقم هجومي بعدما فشل المهاجم الأورجوياني أفونسو في المهمة الهجومية، وتفنن في إضاعة الفرص السهلة أمام مرمى المنافسين، ما أحدث ردة فعل لدى الجمهور الشبابي، وكانت هناك مطالبات لصنَّاع القرار في البيت الشبابي بضرورة التدخل، وإنقاذ الفريق من الانهيار الفني، وتعديل مسار التعاقدات. ولعل الإدارة الشبابية استوعبت درس الصيف، وعدَّلت سلبياتها التعاقدية إلى إيجابية، وقدمت عملاً إيجابياً من خلال الحراك الشرفي المميز من العضو الداعم الأمير فهد بن خالد باستغلاله ال «ميركاتو» الشتوي بشكل مثالي بإقالة ألفارو، والاستعانة بخدمات الخبير التونسي فتحي الجبال، صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب السعودية. لكن كانت هناك أصوات شبابية قابلت ذلك التعاقد بنوع من التشاؤم لعدم نجاحه مع فريق نجران في الفترة الماضية، لكن الجبال نجح في تحسين وضع الفريق، فقدم فريقاً مختلفاً من ناحية التنظيم الميداني، والتهيئة النفسية، حيث ركز على العامل النفسي في المرحلة الأولى لإخراج اللاعبين من نفق الإحباط، وانعكاساته السلبية، بالإضافة إلى إيجابية التوظيف الميداني الملائم لإمكانات اللاعبين. وعلى صعيد العناصر، شكَّل المحترفان الجديدان، المهاجم الجزائري محمد بن يطو، وصانع الألعاب البرازيلي كاميلو فارياس، إضافة فنية للفريق، وكانا بمنزلة جرعة تنشيطية للكتيبة الشبابية. التغيرات الإيجابية تحتاج إلى مزيد من الجهد الفني لتلافي الأخطاء الدفاعية، ومعالجة معضلة الانهيار في الدقائق الأخيرة.