بدأت المؤسسة السياسية العراقية الحساب العكسي في استعداداتها لانعقاد القمة العربية نهاية مارس الجاري في العراق. في الوقت ذاته، قلّل ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي من توقعات صحيفة كردية بإمكانية نقل أعمال القمة الى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. ونفى القيادي في دولة القانون سعد المطلبي أي نية لنقل مقر القمة العربية إلى أربيل واعتبر، في تصريحات ل”الشرق”، ما نشرته صحيفة “هوال” الناطقة باللغة الكردية أمس، حول هذا المعنى مجرد محاولة “بائسة”، على حد وصفه، لجس نبض الحكومة المركزية من قِبَل بعض الأطراف الكردية التي لا تريد الإفصاح عن موقفها من استعادة العراق لدوره العربي، حسب حديثه. وكانت الصحيفة الكردية أشارت إلى أن الأعمال الإرهابية الواسعة التي شهدتها العاصمة بغداد رفعت من احتمالات نقل القمة العربية إلى أربيل، وأضافت الصحيفة أن أكثر من ستين عملا إرهابيا وقع الخميس 23 فبراير الماضي في بغداد وبابل وديالي والموصل والفلوجة وتكريت والبصرة، ما دفع بمراقبين سياسيين إلى الإعتقاد أن دلالة هذه الأحداث ستنعكس على القمة المرتقبة، وقد يتم نقلها إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، الأكثر أمانا واستقرارا واستعدادا لاستقبالها. لكن الجانب الكردي تناقض في تفسير ما نشرته صحيفة “هوال “، ففي الوقت الذي نفى فيه النائب عن التحالف الكردستاني، محمود عثمان، صحة ما أوردته الصحيفة، يجد النائب السابق عادل برواري عن ذات الكتلة، أن هذه الفكرة موجودة في ذهن رئيس الإقليم مسعود برزاني. وقال عثمان ل “الشرق” إنه موجود حاليا في أربيل ولم يسمع من أي طرف حكومي فيها مثل هذه الفكرة، فيما أشار برواري إلى كونها مطروحة في مناقشات أطراف حكومة الإقليم مع الحكومة الاتحادية كمشروع بديل في حالة تدهور الوضع الأمني. وتابع: “ليس بالسابقة السياسية أن تستضيف أربيل بوصفها العاصمة الثانية للعراق مثل هذه المؤتمرات لا سيما وأن مؤتمر تشكيل الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي عُقِدَ فيها بعد مرور عدة أشهر على ظهور نتائج الانتخابات، فضلا عن كونها محطة بديلة للكثير من القيادات السياسية الأوروبية والإقليمية عن زيارة العاصمة بغداد لأسباب تتعلق بالأوضاع الأمنية”. بدوره، كشف الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن اتفاقاً مبدئياً جرى بين العراق وجامعة الدول العربية لإطلاق تسمية “إعلان بغداد” على النتائج والمقررات التي ستخرج بها القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في العاصمة العراقية أواخر هذا الشهر. وجاءت تصريحات الدباغ في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه بمديري ورؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية المستقلة العاملة في العراق لتدارس متطلبات تغطية صحفية ناجحة لانعقاد القمة. وفيما تحوم شكوك حول احتمال عقد القمة في العراق بسبب مواقفه المتقاطعة مع أغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية حول الأوضاع في سوريا، بدد الدباغ هذه المخاوف من خلال تأكيده أن الجانب العراقي ملتزم بالإجماع العربي، وأن سوريا عُلِّقَت عضويتها في الجامعة، ولم يوجه العراق دعوة لا للحكومة السورية ولا للمجلس الوطني الانتقالي السوري لحضور القمة. وعن طبيعة التمثيل الدبلوماسي للدول العربية واحتمالية أن يرسل رؤوساء وملوك عرب ممثلين ينوبون عنهم لحضور اجتماعات القمة، أوضح الناطق باسم الحكومة العراقية، أن حضور الزعماء إلى بغداد سيكون رسالة مهمة للشعب العراقي، معربا عن أمله أن يكون الحضور متميزا.