قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية الدكتور عبدالعزيز الملحم متحدثاً عن واقع الإعلام الورقي في ظل توجه الشباب نحو الإعلام الجديد: إن الإعلام الورقي له تركيبة معقدة جداً، فيه صناعة ورق وطباعة وتوزيع ورق، وأناس يعملون لإنتاج كمية الأعمال الموجودة، وعملية التخلص منه بسرعة ستكون عملية عاطفية، خاصة أن كثيراً من العواطف فيها جانب اجتماعي واقتصادي. وأضاف الملحم في تصريح خاص ل”الشرق”، على هامش مشاركته في مؤتمر الشرق الأوسط الذي تنظمه الرابطة العالمية للصحف وناشرو الأخبار “وان إيفرا”، في فندق جي دبليو ماريوت في دبي، أن الإعلام الجديد في وجهه الآخر هو وسيلة وفكرة، ومن الممكن تطبيق الفكرة من خلال وسيلة أخرى، فتذهب وتصل في دقائق إلى ملايين البشر. وبناء عليه فإننا نتحدث عن عالمين مختلفين، ومن الممكن أن يؤدي كل منهما إلى الآخر، أو يندمج فيه. غرف الأخبار: المهنية أولاً وأخيراً وقال الملحم: إننا نفتقد إلى المهنية في صناعة الأخبار والموثوقية في الإعلام، وبالتالي من وجود الشخص المهني الذي يعطي خلاصة التجربة الإعلامية للشباب، عبر عملية متابعة وتنظيم، تبدأ بأخذ الأفكار المناسبة، ووضع التنظيمات المناسبة لها، فعملية التنظيمات تشمل المصداقية والمهنية، ولابد من إعادة النظر فيها ليس بالأسلوب القديم، لكن بأسلوب حديث. وناقش المشاركون في اليوم الثاني من المؤتمر، أمس، غرف الأخبار المستقبلية، والحملات الإعلانية، وقوة الطباعة، ضمن محاور تساعد على استقطاب القارئ، وتقديم خدمة جيدة له، سواء كان ذلك ورقياً، أو رقمياً، والابتكار في غرف الأخبار. الابتكار في الأخبار والتحول للإعلام الذكي وقدم لفقرات الجلسة الثالثة (أولى الجلسات الرئيسية في اليوم الثاني)، وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية، الدكتور عبدالعزيز الملحم، وأقيمت تحت عنوان “الابتكار في غرف الأخبار”، وشهدت بداية كلمة تمهيدية لنائب الرئيس التنفيذي ل”وان إيفرا” توماس جاكوب، تحدث فيها عن التحول إلى الوسائط المتعددة، وكذلك إلى وسائل الإعلام الذكية، كنهج استراتيجي لوسائل الإعلام التقليدية، فغرف الأخبار بحاجة إلى تمهيد الطريق لها من أجل مواجهة التحديات الجديدة. ثم تحدث باسكال زيمب (مشروع تطوير الأعمال رينجر AG، زيوريخ، سويسرا) عن ضرورة معرفة احتياجات القراء ومعرفة التحديات التي تواجههم، وكيف بات علينا أن نخطو الخطوات المستقبلية نحو العالم المستقبلي الرقمي، والتحول للإعلام الذكي، عبر كسر القالب في غرفة الأخبار. وأوضح أن هناك أموراً يصعب تحقيقها في غرف الأخبار، وبرغم ذلك عملت دار رينجر للإعلام على دمج المطبوع والإلكتروني في عدة مواقع ضمن خطتها التحريرية، وتم الربط بين زيوريخ، بلغراد، براتيسلافا، براغ، بوخارست ووارسو. وخصصت الجلسة الرابعة للحملات الإعلانية، وكيف يجب أن تكون مادتها جميلة وواضحة، لكسب رضى العميل. أما مندوبو المبيعات فقد صاروا يواجهون اليوم منافسة كبيرة، ولذلك صارت الحاجة ماسة للجمع بين وسائل الإعلام التقليدية والوسائط الرقمية. كسب القارئ خلال 24 ساعة وفي محور اللامائية تصنع الفرق، طرح ويم مايس (المدير الفني، مركز إيكو للطباعة، لوكيرين، بلجيكا) الفوائد الهائلة للتكنولوجيا في مجال الطباعة والتحرير الصحفي. وعن أسرار الطباعة تحدث مانفريد ويرفل، نائب الرئيس التنفيذي والمدير التنفيذي “صحيفة وان إيفرا، ألمانيا، مبيناً أن عمر صحيفة يومية عادة لا يتجاوز 24 ساعة، لذلك يجب الانتباه إلى وجهة نظر القارئ أو الزبون للتمكن خلال هذه ال24 ساعة من جذبه إلى القراءة، من خلال الطباعة الجيدة، وتقديم منتجات ذات جودة عالية. وارتكز المحور الأخير على فكرة توليد إيرادات جديدة من مصنع الطباعة، وناقشه تشو كاي كيم، نائب الرئيس للمواد، ومراقبة عملية الجودة، شركة SPH، سنغافورة، عبر دراسة حالات من الصحافة في سنغافورة بشأن الكيفية التي تمكنت من جذب الملايين من الدولارات، كإيرادات إضافية من خلال الاستخدام المبتكر لخواص الطباعة. تلت ذلك الجلسة الختامية، وتم فيها تقديم لمحة عامة عن مجريات الملتقى. القيادة والموارد البشرية، وكان ديفيد بتر (الرئيس التنفيذي لشركة ديفيد بتر للاستشارات) تحدث خلال الجلسة الثانية التي عقدت مساء أمس، عن قيادة الجيل التالي، وذكر بعض الطرق لصنع قادة ناجحين، كالإصغاء للآخرين، ووضع رؤية للمستقبل للمضي قدماً، وضرورة التمتع بالصدق في التعامل مع الآخرين. من الجمهور إلى الجمهور ومن صنع الجمهور وتركز الحديث في حلقة النقاش الأخيرة التي عقدت أمس على الاستثمار في “الموارد البشرية.. الاستراتيجيات والمفاهيم”. وعقد خلالها وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز الملحم مقارنة بين الإعلام القديم والإعلام الحديث، مستعيناً برسم كاريكاتيري أظهر الإعلام القديم على شكل تلفزيون صغير، بينما الشخص العامل فيه كبير جداً بالمقارنة معه. الحجم، وفي حالة أخرى تجسد الإعلام الحديث في تلفزيون كبير الحجم مع كادر قليل العدد يعمل فيه، وذلك في إشارة إلى موضوع رأس المال البشري في مجال الإعلام مع عدم نسيان وسائل الإعلام الاجتماعي والضمان الاجتماعي. وقال إن الصحافة التقليدية بحاجة إلى رضى المستهلك، وأسواق الشركات المعلنة، حيث تواجه وسائل الإعلام التقليدية مجموعة من التحديات على رأسها التباطؤ، ما يدعو إلى ضرورة التحول من وسائل إعلام تقليدية إلى إلكترونية وسائل إعلام، حيث يلعب الهاتف المتحرك دوراً كبيراً، وحيث لم يعد الناس بحاجة إلى قراءة الأخبار في الصحف. واختتم الملحم حديثه عن استراتيجية إعلامية تقوم على مقولة “من الجمهور إلى الجمهور ومن صنع الجمهور”. مساعد المدير العام إياد الحسيني يسلم درع