كان الله في عون المواطنين، الذين ابتلوا بفئةٍ من الموظفين، في بعض القطاعات الخدمية، ذات العلاقة المباشرة، باحتياجات الناس ومصالحهم؛ أولئك الموظفون المرضى، المهووسون «بتعقيد» البسطاء، و»التعالي» عليهم، خيانةً للواجب والمسؤولية، وتجاهلاً للأنظمة والتعليمات، وإساءةً للوطن والمواطنين..! لا يكاد أحدهم يستلم قرار التعيين، ويباشر مهام وظيفته، أياً كان مسماها، ومهما كانت مرتبتها، التي ما وضع فيها إلا لخدمة المواطنين، وتلبية احتياجاتهم، وتسهيل معاملاتهم، في حدود الصلاحيات والنظام، تكليفاً لا تفضلاً، وواجباً لا امتناناً، حتى يتناسى الواجب، ويتعامى عن المسؤولية، ليتوهم أنه المتفضل، والأفضل، والأكمل..! وحالما يرى أفواج المراجعين، ويسمع مناشدات المحتاجين، الذين يجبرهم الروتين والبيروقراطية، على الانتظار خلف الأبواب، أو الوقوف أمام المكاتب؛ حتى يتلبسه الإعجاب بالنفس، ويعتريه الكبر والغرور، فيبدأ بتفريغ عقده النفسية، وإسقاطاتها السلبية، وتظهر مركبات النقص في شخصيته وذاته، على صورة سلوكياتٍ مستفزة، يتعالى فيها على المواطنين؛ فيتعامل معهم بفظاظةٍ وقسوة، ويتعاطى معهم بازدراء «وبجاحة»..! هؤلاء الموظفون «الموهومون»، حتى وإن كانوا من موظفي «الصادر والوارد» أو «الأرشيف»، (مع كامل الاحترام لكل الوظائف والمسميات)؛ يتعاملون مع البسطاء (كوزراء)، على مستوى التحدث والكلام، وعلى صعيد التعامل والتفاعل، ومع أنّ بعض (الوزراء الحقيقيين) في غاية البساطة واللطف والتواضع، إلا أنّ هذا الموظف الموهوم، أشبه ما يكون بالبالون الفارغ المنفوخ..! ختاماً؛ متى ينقرض هؤلاء الموظفون «المنفصمون»؟!