عندما تغيب قِيَم العمل، وتتوارى أخلاقيات الوظيفة، ويسود سوء فهم واجبات المسؤولية؛ فلا عجب أن تنتشر في مجتمعنا ظاهرة المسؤول «المتغطرس»، والمدير «البالون»، والموظف «الطاووس»؛ الذين يتعاملون مع المواطن بفوقية وعنجهية، وينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار، بل ويرون أنهم أصحاب فضلٍ على كل مواطنٍ كادح، ومراجعٍ بائس، يضطر لمراجعة الدوائر والمؤسسات الخدمية، التي يتربع على كراسي إداراتها أولئك المتعالون المهووسون بالسلطة، ليتفاجأ بالأبواب المغلقة، والتعامل السيئ، وكأن الدوائر الحكومية، والمؤسسات الخدمية، أصبحت ممتلكاتٍ خاصة لمسؤوليها، وكأن المواطن يطرق أبواب منازلهم متسولاً، وليس مطالباً بحقه المكفول بالشرع والنظام، والحقيقة التي يجب أن يعِيَها الجميع؛ أنّ المناصب تكليفٌ لا تشريف، وأنّ المسؤولين ما وضعوا إلا لخدمة المواطنين..! من الشواهد المؤسفة على ما سبق؛ ما حدث من أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، في برنامج «بدون شك» على قناة «mbc»؛ حيث رفض التجاوب مع اتصال البرنامج بخصوص قضية الموظفين المفصولين من 3 بلدياتٍ تابعة للأمانة، بل وبلغ به الأمر إغلاق الهاتف في وجه مقدم البرنامج، وكان واضحاً على صوته الغضب والاحتقان، بعد أن رفض في وقتٍ سابق الالتقاء بمراسل البرنامج، مع أن التوجيهات السامية تؤكد على ضرورة التعاطي مع وسائل الإعلام بوضوحٍ وشفافية، فكان الأولى بالأمين تنفيذ تلك التوجيهات، والرد على استفسارات البرنامج، بدلاً عن تصرفه غير اللائق المخالف للعرف والنظام..! الأعجب من ذلك كله؛ أن لهذا الأمين سابقة في التعامل الغليظ والفظ، حيث قام قبل 3 سنواتٍ بطرد أحد المواطنين خارج مكتب رئيس بلدية «المجاردة»، لتمر جملته الشهيرة «توكل على الله» بلا حسابٍ ولا عقاب، فلا غرابة إذا تمادى مع المواطنين، ورفض التواصل مع الإعلاميين..! ختاماً؛ أيها المسؤولون المتجهمون، احترموا الإعلام والمواطنين، أو ابقوا في بيوتكم غير طاردين ولا مطرودين..!