بعد تقديمها أربعة عروض في دبي في وقت سابق من يناير الجاري، يسعى الإخوة مروان وغدي وأسامة الرحباني إلى عرض مسرحية «الفارس» التي تزاوج فيها الشعر النبطي الإماراتي مع الموسيقى اللبنانية على مسارح عربية وعالمية. ويغزل الجيل الثاني من عائلة الرحابنة قصائد صحراوية ترتفع فرسانا ممسرحة، لتروي حكاية الخير والشر والحب والأسر. ففي زمن غاب فيه دور الفارس العربي على أرض الواقع وأُسيء استخدام سيفه على مسارح القتال يقرر الأخوة الرحابنة عقد قران الموسيقى مع الشعر العربي لإنتاج فروسية درامية تعكس المأساة والوجع والقهر. ويدخل الرحابنة الجدد إلى ديوان حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لصناعة البناء الدرامي المأخوذ من نصوص شعرية تحمل ملامح الشهامة، فيتم استخراج مسرحية «الفارس» وعرضها على مسارح دبي في ثالث عمل مسرحي رحباني بعد «أبو الطيب المتنبي» و«زنوبيا». ترتكز المسرحية، وهي من تأليف وتلحين وتوزيع مروان وغدي وأسامة الرحباني وقصة وسيناريو مؤيد الشيباني ومروان الرحباني، على حكاية «الفارس» الدؤوب لبناء مدينته وإنقاذ حبيبته «شموس» من الأسر حيث يجد نفسه في سباق مع المستحيل ويثبت أنه قادر على خوض الحروب ضد آفة الظلام من أجل الحرية وعلى أن يصبح شعره تاليا صوتا خيّرا بين الأجيال وقادرا على أن يرث الحكمة من أجداده العظام. وتجول المسرحية بين مفهوم العائلة الواحدة في زمن العنف والانحطاط والتردي وتبرز في فصولها وجود أعداء يحاولون إعاقة طريق الفارس عبر الحسد وحياكة الدسائس الا أنه يتجاوزهم بما لديه من تأن وحكمة. وتمر مسرحية الفارس بمراحل عدة بين الرقص والفانتازيا والحوار والموسيقى والشعر لتخلص في نهايتها إلى أن الفارس هو الفارس بكل معانيه شعرا وبناء وفارس خيل وأن حبيبته حرة شامخة تسير إلى جانبه في ساحات مدينته المزهوة برجالاتها والراسخة على الأرض بكامل حقيقتها.