فشل طرفا النزاع في جنوب السودان في تشكيل حكومة وحدة وطنية في الموعد المحدَّد بال 22 من يناير مع رفض المتمردين إنشاء ولايات إقليمية جديدة، في وقت تستمرُّ المعارك. وكان مقرَّراً تشكيل الطرفين حكومة الوحدة أمس الأول. لكن المتمردين اعتبروا إقدام الرئيس، سلفا كير ميارديت، في شكلٍ أحادي على زيادة عدد الولايات الإقليمية بنحو ثلاثة أضعاف مساساً بركن أساسي في اتفاق تقاسم السلطة الذي وُقِّع في أغسطس الماضي لإنهاء عامين من الحرب الأهلية. وانتقد المتحدث باسم المتمردين، مابيور قرنق، من سمّاهم «أصحاب الجناح المتشدد في الحكومة». ونبَّه إلى وجوب استناد المفاوضات حصراً إلى النظام القديم القائم على 10 ولايات و»ليس 28 كما هو الوضع حالياً». لكنه تدارك أن المتمردين بزعامة نائب الرئيس السابق، رياك مشار، لا يزالون «ملتزمين السلام». وعيَّن الرئيس في ال 25 من ديسمبر الفائت الحكام الجدد للولايات المستحدثة. واجتمع ممثلون للمتمردين والحكومة الثلاثاء للمرة الأولى في العاصمة جوبا بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية. لكن زيادة عدد الولايات وتعيين حكام جدد أحدثا استياءً في صفوف التمرد. واتفاق السلام الذي وُقِّعَ في 26 أغسطس يهدف إلى إنهاء حرب أهلية استمرت عامين وتخللها ارتكاب الطرفين لفظائع. لكن المعارك لم تتوقف، تزامناً مع استمرار تبادل الاتهامات بعدم الوفاء بالالتزامات. وأعلن المانحون الدوليون الخميس أنهم سيتوقفون عن تحمل كلفة إقامة نحو 250 مندوباً من المتمردين مكلفين بالمشاركة في تشكيل حكومة الوحدة. وكانت الجهات الضامنة أمهلت طرفي النزاع حتى ال 22 من يناير لتشكيل الحكومة، وذلك بعد انتهاء مهل أخرى عدة نص عليها الاتفاق من دون تسجيل أي تقدم.