قبل أيام مضت كنت قد تطرقت للكتابة في ما تشهد ملاعبنا ورياضتنا من الخروج عن النص، وكان المقال تحت عنوان «بلطجية في ملاعبنا» وكان المقال قد تناول الأحداث التي جرت في لقاء الهلال والشباب، وقبل ذلك بعدة أشهر كنت قد تناولت مقالاً تسبب في سخط الكثيرين ممن لم يروقهم ما كتبت، وكان المقال بعنوان «اشطبوهم مدى الحياة» وذلك بعد الأحداث المؤسفة التي جرت وصاحبت لقاء الخليج ومضر، وقد نالني ما نالني من القدح وغيره. وتحديداً المقال الأخير الذي طالبت فيه بالشطب، جر ما جر من المهاترات والنقاشات والاتصالات معي، وبالذات ممن اعتقدوا وحللوا المقال بأمزجتهم وأهوائهم الشخصية، وفي الواقع لم أبال ولم أعرهم اهتماما لسبب واحد فقط، وهو أنني كتبت ما كتبت بدافع الغيرة ولإيقاف العابثين برياضتنا وبأبنائنا عند حدهم. واليوم سأعيد المطلب للرئاسة العامة لرعاية الشباب، ممثلة في الرئيس العام سمو الأمير عبدالله بن مساعد، وكذلك الطلب موصول لرئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد تركي الخليوي، للنظر وبعين حمراء لكل من تسبب في تلكم المهزلة التي حدثت قبل أيام قليلة، سال على إثرها الدم في المباراة التي جمعت بين ناديي النجمة والقارة، وسأطالب بشطب كل متورط في هذه الوحشية والغوغائية التي لا يقبلها عقل ولا دين ولا وطن. نعم فليكن القرار الشطب النهائي، الذي لو حدث في المرات السابقة واتخذ مثل هذا القرار لما تكرر مرة ومرات، وأجزم أنه إذا لم يتم اتخاذ قرار بهذا الحجم، فإن أحداث أخرى ستتكرر، لن يقف الوضع عند سيلان الدم وكم غرزة يتلقاها هذا المصاب أو تلك الضحية. ولا أعتقد أن من يملك القرار سيتردد ولو للحظة واحدة في اتخاذ مثل هذا القرار، انطلاقاً من الحرص على أبناء هذا الوطن، وضماناً لوجود واستمرار منافسة شريفة تنتهي بتتويج بطل هنا وآخر هناك. وأعتقد هذه المرة إذا لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار وبأقصى درجات القساوة فيه، فإن من الأفضل شطب اللعبة بأكملها ورفع ملفها لجهات أعلى قادرة على تحجيم مثل هؤلاء المخربين، الذي أفقدوا رياضاتنا الحس التنافسي الشريف، لأنهم وبكل أمانة أصبحوا عالة وغير مرحب بهم في ملاعبنا ولا في صالاتنا الرياضية، مهما كان حجمهم ومهما كانت مواهبهم. أخيراً وليس آخراً ثقتنا كبيرة فيك يا سمو الأمير عبدالله بن مساعد، بأنك قيادي له حنكته وإدارته التي وضعت شخصكم في مكان الأبوة لشباب هذا الوطن.