إيران ستفشل ويفشل مخططها في المنطقة، فسياسة المملكة العربية السعودية الناجحة على أرض الواقع، أثرت على لغة العنجهية الإيرانية، التي كانت تستخدمها ضد دول المنطقة، كانت البداية مع عاصفة الحزم التي قلبت ذلك المخطط رأساً على عقب وتبددت أحلام إيران في أن تصبح المنطقة تحت سيطرتها وتصدير ما سمته بالثورة عن طريق التدخلات في شؤون دول الجوار، ومن ثم إعلان المملكة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداءات الهمجية على السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد، هذه الخطوات كانت استباقية، وضربات موجعة بما يناسبها من دبلوماسية شرسة، تحاصر طموحات طهران، ومساعيها للاستعراض أمام العالم. لذلك فإن السياسة الإيرانية تجاه دول الجوار، خصوصا السعودية، تؤكد لنا العدائية الممنهجة على مر السنين، إذ تبدو بوضوح دولة متربصة ومترصدة على نحو قبيح وسافر لكل ما يحدث في بلادنا بمبالغة حاقدة، وقد أوصلت الأمور إلى نقطة يمكن أن تكون حاسمة ونهائية في كشف حقيقة نياتها تجاهنا، قيادة وشعبا، لتتضح الصورة أننا أمام حالة ميؤوس منها ومن معالجتها في أطرها السياسية والدبلوماسية، لتبدو العدائية للمملكة مستمرة تستهدف كل ما هو إسلامي وعربي، لأن المملكة الرمز، كما تعلم إيران فنياتها تتجاوزنا إلى كل الأمة العربية والإسلامية لو عقلت ذلك واستوعبته، ولكن لنبق أمام الحالة الخاصة بنا لأن هذه الدولة لو وجدت سبيلا لإلحاق الأذى والضرر بنا ما تهاونت. وعندما نسلط الضوء على تصريحات النظام الإيراني ومبرراته، نجد أنها تصريحات متناقضة على نحو مثير للشفقة، إذ يبدون كالأطفال الصغار أو الصبية الأغرار فيما يصرحون به فرادى أو مجتمعين، على نحو كبير من التناقض والكذب والالتواء، عندما تستنكر إيران إعدام السعودية لإرهابيين وهي من تصنع وتصدر الإرهاب، وهي كذلك من تعدم المئات من السنة سنوياً، عندما تتحدث إيران عن السلام وهي من تؤوي الإرهابيين وتصدر الإرهاب لدول الجوار، عندما تقتل إيران عن طريق عملائها الآلاف من الأبرياء في سوريا والعراق واليمن وتدين قتل الإرهابيين، عندما تثير إيران الطائفية في دول الجوار وتدعم التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها وتدعي محاربة الإرهاب. لذلك فإن البدء بحملة عالمية ضد إرهاب نظام إيران، وفضح الأعمال الإجرامية الإرهابية التي ينفذها النظام الإيراني، وأعوانه، ومرتزقته في المنطقة، إضافة إلى تهديدها الأمن والسلام الدوليين، والديمقراطية، وحقوق الإنسان في الداخل، والخارج، أصبح أمرا واقعا، وحقا مشروعا، لا يمكن التخلي عنه.