شهد العالم صرخة جديدة من صرخات شبكات التواصل والفضاءات الإلكترونية، أُطلق عليها اسم "وسائل، أو وسائط التواصل الاجتماعية". هذه الفضاءات طوت المسافات بين أجزاء المعمورة، وأزالت الحدود بين الشعوب والأمم، وأضحى كوكب الأرض بدوله مترامية الأطراف أشبه بقرية صغيرة، ولعبت دوراً جوهرياً في إطار تزاوج الثقافات، وأتاحت للناس آلية تواصل فيما بينهم للبحث، ونقل المعلومة المطلوبة من أي بقعة على وجه الأرض بسرعة تفوق سرعة الضوء. "وسائل التواصل الاجتماعية" مصطلح يُطلق على أي شبكة، تتيح وتساعد أشخاصاً على التواصل في إطار محيط اجتماعي افتراضي، يجمعهم اهتمام، أو مطلب مشترك، ينطلق تيار التواصل بين هذه المجموعات للاطلاع، ومعرفة جديد الأخبار في نطاق محدود، ومجال معيَّن مثل: الكُتِّاب، والمثقفين، والمحترفين، والمصورين… ال "فيسبوك" يعد من أضخم وسائل التواصل الاجتماعية، وأكثرها شعبية وانتشاراً، بل هو عميد المجالس الإلكترونية. وقد فرت هذه الثورة التقنية فضاء إلكترونياً، ساعد كثيراً من الأشخاص على إنشاء علاقات جديدة، ومباشرة، وجعلت التواصل فيما بينهم سهلاً من شتى المواقع، ومن مختلف الشرائح والطبقات والأعمار والتوجهات. ولكن، على الرغم من سهولة الدخول إلى أروقة هذه التقنية ال "فيسبوك"، واتساع مساحة الفضاء المتروكة للتعبير عما يدور في الأفق، ومشاركة الآخرين الآراء، والأفكار، وتبادل العلم والمعرفة، إلا أن هذا الأمر لا يجب أن يُسقط الالتزام بالأخلاق الحميدة، والطرق السليمة والملائمة في التواصل والتخاطب عبر هذه التقنية. في دهاليز ال "فيسبوك"، وخلف هذه الشاشات هناك أشخاص يمتلكون أحاسيس ومشاعر، وإن غابت عنا ملامح وجوههم، التي تعكس درجة الارتياح، أو العكس، ولذلك يجب التحلي بلغة الصراحة الممزوجة بالحكمة والتسامح، وتعزيز الجانب المعنوي لهذه العلاقة ال "فيسبوكية" للاستمتاع بهذا الفضاء الإلكتروني مثل أي إنسان في حاجة إلى إشباع حاجاته البيولوجية والنفسية.