أعلنت الشرطة في إندونيسيا توصُّلها إلى أسماء 5 أشخاصٍ تشتبِه في تنفيذهم التفجيرات والهجمات الدامية في جاكرتا الخميس الماضي، في وقتٍ كشفت عن اعتقالها 12 شخصاً آخرين على صلة بالعملية التي تبنَّاها تنظيم «داعش» الإرهابي. وأكدت الشرطة، في بيانٍ لها أمس، مقتل المنفذين الخمسة وتوفُّر معلومات عن تخطيطهم في وقتٍ سابقٍ لتنفيذ هجمات مماثلة في مدن أخرى بمساعدة 12 شخصاً على الأقل. وأبلغ المتحدث باسم الشرطة، أنطون تشارليان، الصحفيين بأنه «كانت هناك خطط عامة لاستهداف أماكن بعينها مثل مقار الشرطة والحكومة وأجانب أو من يتعاونون مع كيانات أجنبية». وفي الوقت الذي عمل المحققون فيه على جمع معلومات عن هجوم الخميس؛ أعلنت ماليزيا اعتقال رجلٍ في عاصمتها كوالالمبور اعترف بالتخطيط لهجوم انتحاري في الداخل. وقال محمد إقبال، وهو متحدث باسم شرطة جاكرتا، في مؤتمر صحفي «قمنا بتفتيشات واعتقالات وحصلنا على أدلَّة لها صلة بالتفجير الإرهابي»، داعياً الصحفيين إلى «الصبر، فعندما تُحلّ القضية وتتضح الأمور سنكشفها.» وقُتِلَ 7 أشخاصٍ بينهم فريق المهاجِمين في الاعتداءات الذي وقعت صباح الخميس قرب متجر سارينا في الحي التجاري في العاصمة الإندونيسية، فيما أصيب 30 شخصاً. وعرضت الشرطة صوراً للقتلى والمصابين في المؤتمر الصحفي، وكان من بينهم شخصٌ فجَّر نفسه في مقهى «ستاربكس». وتم تحديد هوية مهاجم آخر فتح النار من مسدس خارج المقهى واسمه عفيف. وذكر متحدث باسم الوكالة الإندونيسية الوطنية لمكافحة الإرهاب أن «عفيف قضى 7 سنوات في السجن ورفض التعاون مع برنامج للإقلاع عن الفكر المتشدد». ويشير الهجوم، الذي يعيد إلى الأذهان هجمات باريس في ال 13 من نوفمبر الماضي، إلى نوعٍ جديدٍ من التشدُّد في دول جنوب شرق آسيا. اعتقالات في ماليزيا وفي ماليزيا؛ أفاد قائد الشرطة ب «اعتقال شخصٍ يُشتبَه في تشدده» في محطة قطارات كوالالمبور أمس الأول «حيث اعترف بأنه كان يدبِّر لهجوم انتحاري». وأشار المفتش العام للشرطة الماليزية، خالد أبو بكر، في بيانٍ له إلى «اعتراف الشاب البالغ من العمر 28 عاماً بالتخطيط لهجوم انتحاري بعدما تلقَّى أوامر من أحد أعضاء تنظيم داعش في سوريا». ونسب البيان إلى المشتبه به رفع أعلام التنظيم الإرهابي في عدة مواقع «بهدف تحذير الحكومة من استمرار اعتقال أعضائه». ولم تتوفر تفاصيل على الفور عن مكان الهجوم المدبَّر أو كيفيته. في الوقت نفسه؛ كشف المفتش خالد أبو بكر عن اعتقال 3 أشخاص آخرين «يُشتبَه في تأييدهم للتنظيم» الأسبوع الماضي في مطار كوالالمبور لدى عودتهم من تركيا. وماليزيا في حالة تأهب قصوى منذ هجوم جاكرتا، إذ جرى تشديد تدابير الأمن في الأماكن العامة والحدود لمنع متطرفين من التسلل. غلق مواقع متشددة في سياقٍ متصل؛ أفصحت وزارة الاتصالات الإندونيسية عن إغلاقها 11 موقعاً إلكترونياً متشدداً على الأقل، وعدة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بينها حسابات على «فيسبوك» أبدت تأييداً لهجوم جاكرتا. وعلَّق مسؤول العلاقات العامة في وزارة الاتصالات، إسماعيل كاويدو، بقوله «نراقب عديداً من المواقع الإلكترونية والشكاوى العامة التي تُقدَّم إزاءها». وأفاد بإرسال الحكومة رسائل إلى شركات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و»تويتر» و»تليجرام» تطلب منها حجب المواد المتشددة على الفور أو إزالتها. والعقل المدبر المزعوم لهجوم جاكرتا إندونيسي يقاتل مع تنظيم «داعش» في سوريا ويُعتقَد أنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير لنشر معتقداته والتواصل مع أشخاص يستخدمون المدونات وتطبيقات الرسائل على الهواتف المحمولة. وتتحدث السلطات الإندونيسية عن ألف متعاطف على الأرجح مع «داعش» في أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.