عام مضى على تولي خادم الحرمين الملك سلمان مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وهي فترة قصيرة مقارنة بحجم المنجز الذي تحقق خلالها، الأمر الذي يعطينا صورة ذهنية جلية عن مدى وعي وحرص القيادة الحكيمة في بلادنا على تحقيق كل ما فيه صالح الوطن ويضمن رفاهية المواطن وتمتعه بالحياة الكريمة. بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عصره الزاهي بإجراء تغييرات جذرية في الجهاز الإداري للدولة سعياً للقضاء على البيروقراطية، كما أجرى كذلك تغييرات على مستوى الوزارات والهيئات بإنشاء مجلس للشؤون الاقتصادية وآخر للشؤون السياسية. ولكونه -يحفظه الله- يدرك أهمية الأمن في دعم عجلة التنمية، فقد قادته فطنته لتشكيل تحالف إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة التنظيمات الإرهابية، خاصة بعد أن غدت هذه التنظيمات الظلامية تشكل تهديداً على الأمن والسلم العالميين وأصبحت دعواتها المشبوهة مصيدة لاجتذاب عديد من أبناء الأمة والتغرير بهم وإلقائهم في أتون حروب إقليمية مهلكة. وعلى مستوى تعزيز العلاقات الثنائية فقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على أن تشهد علاقاتها بجيرانها العرب حالة من الازدهار والتقارب بين وجهات النظر في عديد من القضايا المختلفة، ومن ذلك توطيد علاقتنا بالمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية التي وصلت علاقات المملكة معهما في الفترة الزمنية المنصرمة إلى أزهى عصورها، حيث تم تنسيق تعاون عسكري واقتصادي دعم علاقة البلدين. اهتمام جلالته بما فيه رفعة المملكة وازدهارها لم ينسه ولو للحظة الحرمين الشريفين والاهتمام بهما والعمل على تطويرهما وتحسين خدماتهما كي تكون زيارتهما التعبدية من قِبل مسلمي العالم من ضمن الأداءات التي تتسم باليسر والسهولة، فقام -يحفظه الله- بتدشين خمسة مشاريع وفقاً لخطة توسعة المسجد الحرام، تسهم بعون الله في تيسير شؤون العمرة والحج لجميع مسلمي العالم. حرص خادم الحرمين الشريفين على تسهيل أمور العبادة للمسلمين في جميع أصقاع المعمورة وعطفه عليهم وحسه الإنساني العالي نلحظه يتجلى في أكثر من موقف، من ذلك ما جرى عقب حادثة سقوط رافعة الحرم يوم الجمعة الموافق 2015/9/11 م، إذ قام -يحفظه الله- بزيارة عديد من المصابين وقام بالاطمئنان على حالتهم الصحية وأمر برفع حالة التأهب في المستشفيات وتوفير 39 سيارة إسعاف لنقل المصابين. في ذات الوقت الذي وجّه فيه الجهات المعنية بتنظيم الحج بمراجعة الخطط المعمول بها والعمل على تحسين الأداء النوعي لكافة أجهزتها التنظيمية. عام مر، وستمر بعون الله أعوام ومملكتنا الحبيبة ترفل في نعيم الأمن والأمان وتحقق في ذات الوقت قفزات نوعية في مجال التنمية المستدامة والعمل على تحسين حياة المواطن وضمان رفاهيته وأمنه واستقراره.