نقف في مثل هذا اليوم الثالث من ربيع الآخر مع مناسبة غالية وعزيزة على نفوس جميع المواطنين والمقيمين في المملكة، ألا وهي مناسبة البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله-، وهي مناسبة تستدعي كثيراً من المعاني الحازمة والقرارات المصيرية والتقاليد الأصيلة التي تتجذّر في أعماق أبناء المملكة قيادة وشعباً. في مثل هذه الذكرى، حيث بايع المواطنون خادم الحرمين الشريفين على قيادة البلاد في سياستها الداخلية والخارجية، وقد أثبت سلمان بن عبدالعزيز أنه يحمل رؤية المؤسِّس في بناء الدولة، وإعادة الاستقرار والرفاهية للوطن والمواطن، فقد كان حازماً تجاه جميع القرارات التي صدرت منذ توليه الحكم في الثالث من ربيع الآخر 1436ه، من خلال التغيرات الوزارية التي صبت لصالح المواطن، وما كان خادم الحرمين الشريفين يرتضي أي تقصير تجاه المواطن من قِبل المسؤول، فكان عاماً لتغيير كثير من السياسات الداخلية وتغيير عدد من الوزراء في شهور معدودة وذلك لتقصيرهم في المسؤولية التي كلَّفهم بها، وقد عرف المواطنون سياسة خادم الحرمين الشريفين من خلال كلماته وأفعاله، حيث يتخذ الإجراء اللازم تجاه كائن من كان في حال ثبت تعديه على كرامة أو حقوق مواطن آخر، كما يتذكره الجميع حينما قال أمام عدد كبير من الأمراء والقضاة والعسكريين ووزراء ومسؤولين في مارس 2015 «كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى». لقد حرص سلمان بن عبدالعزيز في عامه الأول ومنذ توليه الحكم على متابعة جميع القضايا بنفسه والسهر على راحة المواطنين، متابعاً كل صغيرة وكبيرة، لتكون قراراته حازمة ومصيرية في القضايا الداخلية والخارجية وقد كانت جميع القرارات الخارجية التي اتخذها هي محل اهتمام لجميع دول العالم العربي والإسلامي، كما كان لجولاته الدولية صدى كبير في الصحافة العالمية، فاستطاع بجدارة أن ينتزع الشخصية العالمية لعام 2015 حسب الاستفتاءات التي أجرتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية، ليكون الشخص الأكثر اهتماماً في دول العالم، كما استطاع أن يحرك الاقتصاد العالمي ويفتح أسواق المملكة تجاه التجارة الحرة والاستثمارات الأجنبية وفك احتكارات التجار لصالح المواطنين. لقد كان عاماً حازماً بكافة أنواع القرارات التي يتطلع الشعب لدوامها وطوال العمر لخادم الحرمين الشريفين ليستطيع تحقيق الرفاه والاستقرار لشعبه الذي وقف معه وبايعه على الشدة والرخاء والحزم والحُب والعدل.