فاجأت وزارة التربية والتعليم المجتمع السعودي بإدراج سيرة النجم الأسطورة ماجد عبدالله ضمن المنهج الدراسي للغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية، وهي سابقة في تاريخ البلد، كأول نجم رياضي يوضع رسميا في ذاكرة الأجيال عبر المنهج المدرسي. الأجيال السابقة تعرف جيداً من هو ماجد عبدالله وتتذكر صولاته وجولاته والإنجازات التي تحققت للكرة السعودية بوجوده على رأس خط هجوم المنتخب، ويعرف الرياضيون الثقل الذي كان يمثله فريق النصر حين كان ماجد يقوده، حتى أن البعض ربطوا بين اعتزالين: اللاعب للعب والفريق للبطولات. لكن الجيل الحالي والقادم، لا يمثل له ماجد عبدالله سوى لاعب مر في تاريخ عابر، وقد لا تهمهم حكايته وألقابه وإنجازاته، وحين يمثل أمامهم في كتاب، سيقتربون من أمرين، الأول أنه لاعب “استثنائي” يستحق التكريم والبقاء، والثاني أن الدولة ممثلة في الوزارة تعني بنجوم البلاد وتعطيهم مساحة لتخليدهم في الذاكرة. المنهج السعودي يفتقر إلى الأعلام وسير المؤثرين من رجالات الفكر والإعلام والاقتصاد والرياضة، فرجال السياسة يتكفل بهم منهج التاريخ، وفي الأدب حضرت أسماء كثيرة في المناهج الجديدة من الجيلين الأول والثاني، كالسباعي وفقي والقرشي والسنوسي ويحيى توفيق وغيرهم. غير أن الجيل الثالث غاب تماما عن المنهج، رغم وجود أسماء بارزة كمحمد الثبيتي وتركي الحمد ورجاء عالم وعبده خال وعبدالله باخشوين ومحمد حسن علوان وغيرهم الكثير. وفي منهج الأدب القديم لم يكن هناك سوى شخصيتين درسنا عنهما، وهما الشاعرين عبدالله الفيصل وطاهر زمخشري، ومازلت حتى اللحظة أحفظ قصيدة زمخشري التي يقول مطلعها: أبكي وأضحك والحالات واحدة أطوي عليها فؤادا شفه الألم فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة فالدمع من زحمة الآلام يبتسم.