فيما اشترط نظام بشار الأسد الحصول مُسبقاً على أسماء من سيتفاوضون معها نيابةً عن المعارضة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أن المساعدات لن تدخل بلدة مضايا المحاصَرة في ريف دمشق قبل غدٍ الإثنين. وأعلن النظام أمس السبت موافقته على المشاركة في المفاوضات التي يُفترض انطلاقها في سويسرا في ال 25 من يناير الجاري. لكنه اشترط الحصول مسبقاً على قائمة بأسماء «المعارَضات المشارِكة» وثانية بأسماء «التنظيمات الإرهابية». واعتبر وزير خارجية الأسد وليد المعلّم، هذين المطلبين شرطين أساسيين لحضور مؤتمر جنيف المرتقب. وكان المعلّم التقى أمس في دمشق المبعوث الأممي الخاص بالأزمة، ستيفان دي ميستورا. ويعتبِر الأسد كافة الفصائل المسلحة التي تقاتله «إرهابية»، فيما تقصُر غالبية المجتمع الدولي استخدام هذه الصفة على تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» الموالية للقاعدة. وكلَّفت مجموعة الدول ال17 المعنيَّة بالأزمة حكومة الأردن بوضع لائحة بالتنظيمات الإرهابية في الساحة السورية. وأفصحت عمَّان قبل 3 أسابيع عن «توافق تام» على ضم اللائحة «داعش» و»جبهة النصرة». مشاورات في المنطقة وأعلن مكتب ستيفان دي ميستورا، في بيان أمس، أن المبعوث أوجز خلال لقائه بالمعلم «الاستعدادات الجارية تمهيداً للمحادثات التي ستُعقَد في جنيف ابتداءً من 25 يناير، وفقاً للبيانات التي اعتُمِدَت في (اجتماع) فيينا بقرار فريق دعم سوريا الدولي ومجلس الأمن رقم 2254 ل 2015». وتطلَّع المبعوث، كما ورد في البيان، إلى «المشاركة النشطة من جانب الأطراف المعنيَّة في المحادثات»، متعهداً ب «مواصلة مشاوراته في المنطقة». وتبنَّى مجلس الأمن بالإجماع، وللمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري في مارس 2011، قراراً في 19 ديسمبر الفائت يُحدِّد خارطة طريق للحل تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة. وينص القرار 2254 على وقف لإطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون 6 أشهر، وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً، دون أن يذكر مصير الأسد، وهي نقطة محور خلاف بين واشنطن وموسكو. وبعد زيارة دي ميستورا أنقرة والرياض ثم دمشق؛ تُوصِلُه جولته اليوم إلى طهران. غارات للنظام ميدانياً؛ قُتِلَ أمس 8 مدنيين، بينهم 4 من عائلة واحدة، جرَّاء غارات لمقاتلات النظام على أحياء في مدينة حلب (شمال سوريا) تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة الضحايا. وتشهد المدينة منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين الطرفين اللذين يتقاسمان السيطرة على أحيائها. حصار مضايا على الصعيد الإغاثي؛ أقرَّ المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، بافل كشيشيك، بأن إدخال المساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة من جانب قوات النظام في ريف دمشق لن يَحصُل قبل غد الإثنين. وأوضح «قطعاً لن يتمَّ إدخال المساعدات إلى البلدات الثلاث (مضايا وكفريا والفوعة) الأحد لأسبابٍ لوجستية»، واعداً ب «بذل قصارى جهدنا لجعل ذلك ممكناً الإثنين». وكان المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنا الخميس تلقيهما موافقة من نظام الأسد على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى مضايا وكفريا والفوعة. وتفرض قوات الأسد المدعومة بمسلحي حزب الله حصاراً مشدداً منذ 6 أشهر على أكثر من 10 ألف شخص موجودين في مضايا. ويُفترَض إيصال المساعدات إليهم في نفس الوقت الذي سيتم فيه إيصال مساعدات إلى نحو 20 ألف شخص في كفريا والفوعة الواقعتين في إدلب والمحاصرَتين من جانب مقاتلين معارضين منذ الصيف الماضي. وأبلغ مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر السوري، تمام محرز، عن «التوصل إلى اتفاق بين كافة الأطراف المعنية .. من أجل إدخال المساعدات إلى بلدة مضايا الأحد»، مُستدركاً «إن تَطلَّب الأمر تحضيراً لوجستياً أكثر؛ فإن ذلك سيتمّ يوم الإثنين على أبعد تقدير». وشغلَت البلدة خلال الأيام الماضية وسائل الإعلام الدولية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لسكان منها بدا عليهم الوهن الشديد وبرزت عظامهم من شدة النقص في الغذاء. ونقلت الأممالمتحدة عن تقارير وصفتها بالموثوقة أن «الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة البلدة التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص». وأحصت منظمة «أطباء بلا حدود» الجمعة وفاة 23 شخصاً في البلدة بسبب الجوع منذ الأول من ديسمبر الفائت. ويعقد مجلس الأمن غداً جلسة مشاورات مغلقة «يبحث خلالها الأوضاع في مضايا والفوعة وكفريا» بطلب من إسبانيا ونيوزيلندا، وسيشارك فيها أعضاء المجلس ال15، لكن لا يُتوقَّع صدور أي قرار في ختامها. وسيستغرق توزيع المساعدات بعض الوقت. وذكَّر كشيشيك بأن الصليب الأحمر احتاج إلى 8 ساعات لإيصال مساعدات إلى مضايا في المرة الأخيرة التي دخل إليها وإلى مدينة الزبداني المجاورة وكذلك إلى كفريا والفوعة في 18 أكتوبر الماضي.