كشف الصليب الأحمر الدولي أن المساعدات التي يفترض أن تقدم للمحاصرين بمضايا لن تتم قبل الأحد القادم، يأتي هذا بعدما أعلنت الأممالمتحدة تلقيها موافقة دمشق على إدخال المساعدات. من جهته أعرب الائتلاف السوري المعارض عن استهجانه لاستخدام النظام التجويع سلاحا في الحرب على المعارضة. وأفاد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك أن إدخال المساعدات لن يقتصر على مضايا بريف دمشق وإنما سيشمل بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب بشمال البلاد. وأوضح أنها عملية كبيرة ومعقدة، لأنه ينبغي أن تجري في الوقت نفسه، وأن يتم التنسيق بين عدة أطراف. وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنا تلقيهما موافقة الحكومة السورية الخميس على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى البلدات الثلاث. من جهته أعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض عن أسفه لترحيب مكتب منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة بإعلان نظام بشار الأسد السماح للمنظمات الأممية بالوصول إلى مضايا. وأكد الائتلاف في بيان أن استخدام التجويع سلاحا هو جريمة حرب ينبغي أن يحاسب عليها الأسد. كما طالب الائتلاف بمزيد من الضغوط على نظام دمشق وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة دون قيود أو شروط. الموت جوعا وأفادت الأممالمتحدة عن "تقارير موثوقة" بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص. وفي وقت سابق اليوم قالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا توفوا بسبب الجوع في مضايا المحاصرة. وطالبت المنظمة بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى مضايا وبإجلاء فوري للمرضى من المدينة، وقالت إن ذلك هو الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الكارثي فيها. وأكدت المنظمة أن الآلاف داخل مضايا محرومون من أدنى مقومات الحياة. وشددت على أن المدينة هي سجن مفتوح يضم آلاف الجوعى. من جهته قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل إن "الوضع رهيب" في مضايا، مشيرا إلى صعوبة التحقق من أعداد الضحايا ومن حجم معاناة السكان. كما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي إلى تركيز الجهود من أجل إيصال المساعدات إلى سكان مضايا وبقية المناطق التي تحاصرها قوات النظام. من جهة ثانية قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 13 شخصا قتلوا في انفجار ألغام وضعتها قوات النظام السوري أو برصاص قناصة أثناء محاولتهم مغادرة مضايا لجلب الطعام. وأظهرت صور من داخل مدينة مضايا تزاحم السكان لتسلم أكياس صغيرة من الملح، فقد بات الماء والملح الغذاء الأساسي لآلاف المدنيين هناك.