قِلة من اللاعبين فقط تختار الاعتزال الدولي وهي في القمة، ومن هؤلاء قائد المنتخب الألماني وفريق بايرن ميونيخ فيليب لام، الذي وضع حدا لمسيرته الدولية صيف العام 2014، بعد أيام فقط من التتويج مع «المانشافت» بلقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ ألمانيا. وإذا كان حماس «لام» قد خفت «دوليا» بعد مساهمته في فوز منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2014، إلا أن الشغف بمواصلة مشوار الألقاب مع الفريق البافاري لايزال مستمرا، وبوتيرة تصاعدية، حيث أكد لام أنه سيعتزل اللعب بعد انتهاء عقده مع بايرن في عام 2018، مشيراً إلى عدم انتقاله لأي نادٍ آخر بعد ذلك. فيليب، أيقونة بايرن، أظهر رغبة جامحة في تحقيق مزيد من الألقاب في معرض تعليقه على معسكر بايرن ميونيخ في الدوحة، متحدثا عن «تحديات» «مقبلة» تنتظر الفريق، وتتمثل في القسم الثاني من «البوندسليجا» ومواجهة يوفنتوس الإيطالي في الدور 16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويتصدر بايرن ميونيخ ترتيب الدوري الألماني برصيد 46 نقطة، متفوقا ب 8 نقاط عن أقرب منافسيه دورتموند. وبدأت رحلة العشق بين فيليب لام (32 عاما) والفريق البافاري منذ نعومة أظافره، حيث كان في عداد «الأولاد» الذين يجمعون الكرات في المباريات في «ستاد ميونيخ الأولمبي»، الذي اعتمده بايرن ميونيخ لاستضافة مبارياته بين عامي (1972-2005) قبل افتتاح ستاد اليانز أرينا في مونديال 2006. ومما لا شك فيه أن المواكب لمعسكر الفريق البافاري الذي انطلق في الدوحة في السادس من يناير، يلاحظ أن الانطباع الذي نقله قائد الفريق ينسحب على جميع أفراد البعثة، وعلى رأسها المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا، الذي عبّر عن حرص شديد بضرورة إنهاء مسيرته مع بايرن ميونيخ بأبهى صورة، إذ كشف عن رغبته في قيادته لمزيد من الألقاب المحلية والأوروبية في سعيه لتسليم خلفه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي فريقا بطلا، أسوة بما فعله سلفه الألماني يوب هاينكس عام 2013. ويحاكي جوارديولا بكلامه ما عبّر عنه فيليب لام، عندما أكد أن مسيرة بايرن ميونيخ ستستمر بقوة بعد غياب جوارديولا، مستعيدا صورة الفريق الذي حقق موسما «خارقا» في 2012/2013 مع المدرب السابق يوب هاينكس، رغم العلم المسبق بتولي جوراديولا للمسؤولية الفنية وقتذاك. وفي الوقت الذي يبدي فيه لام حزنه بسبب رحيل جوارديولا نهاية هذا الموسم، لكنه في الوقت نفسه أثنى على قدرات المدرب الإيطالي أنشيلوتي، ويقول إنه سيكون البديل المناسب لقيادة النادي البافاري، خصوصا أن هذا المدرب يعتبر من كبار المدربين في العالم، وسبق له وَقاد اي سي ميلان للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، وكذلك نجح في قيادة ريال مدريد للفوز باللقب العاشر بعد غياب طويل عن هذه البطولة، وبناء عليه فإنه يتوقع نجاح المدرب الإيطالي مع البايرن.