على وقع تراجع أسعار النفط، مسجلة أدنى مستوياتها في 11 عاماً، انخفضت سوق المال السعودية بنحو 3.3% أمس، ففيما كانت الخسائر محدودة في بداية جلسة التداول، لكن الخسائر تفاقمت في أواخر التعاملات، مع هبوط العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 4% إلى أقل من 35 دولاراً للبرميل. وهو ما دعا أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك فيصل الدكتور محمد دليم القحطاني لوصف المشهد العام بأن «المملكة لديها اقتصاد قوي وسوق مال ضعيف». وانعكست أسعار النفط العالمية على أسهم شركات البتروكيماويات، التي ترتبط هوامش أرباحها بأسعار النفط، وتسجل أداءً ضعيفاً بالفعل بعد زيادة أسعار الغاز اللقيم. وقال القحطاني: «سوق المال لا يُعول عليه اليوم، فهو غير منظم، ولا يستجيب للأحداث الاقتصادية من حوله، وكأنه في معزل عن البيئة الاقتصادية المحلية والعالمية»، مستشهداً على صحة كلامه بعدم استجابة السوق بإعلان الموازنة العامة للمملكة، وقال: «الدولة ورغم كل الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها في العام الماضي، إلا أنها أعلنت عن موازنة، خاصة في عمليات الإنفاق وبرامج كفاءة التشغيل، وكنا نتوقع أن تتأثر سوق المال بهذه الموازنة، إلا أنها كانت بمعزل عن الأحداث، وأخذت في التراجع المخيف، بما يفوق 5% هذا الأسبوع فقط، يضاف إلى ذلك ال17% التي خسرها المؤشر في العام الماضي». وأضاف القحطاني «أقولها بكل صراحة، أن المستثمر فقد الثقة في سوق المال، ولم يعد راغباً في ضخ أمواله في سوق متذبذب غير مضمون العواقب، ولا يتفاعل مع الأحداث، ما يشير إلى أن خللاً ما، بسبب كثرة المتلاعبين والمضاربين بأموال صغار المستثمرين، وهو ما يجب أن يلتفت له المجلس الاقتصادي الأعلى، ويعمل على تلافيه اليوم قبل الغد، حتى يعود سوق المال كما كان في السابق، وعاءً استثمارياً كبيراً، يعزز الاقتصاد السعودي». وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) القيادي 3.8% مع انخفاض مؤشر قطاع البتروكيماويات 4.8%. وأغلق المؤشر الرئيس للسوق السعودية منخفضاً 3.3% عند 6518 نقطة مسجلاً أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2012. وطالت موجة البيع معظم الأسهم مع تراجع سهم التعدين العربية السعودية (معادن) 7.4%. وصعدت تسعة أسهم فقط من 166 سهماً تم تداولها في السوق وشهد معظمها تعاملات هزيلة. وارتفع سهم صافولا للصناعات الغذائية في أوائل التعاملات، لكن السهم أغلق منخفضاً 3% بعدما نزل 13% في الجلستين السابقتين. وأغلقت أسواق الأسهم الخليجية الأخرى قبل موجة الهبوط الأخيرة في أسعار النفط. وصعد مؤشر بورصة قطر 1.1% إلى 10071 نقطة مع تعافي أسهم شركات الاتصالات بعد عدة أيام من الخسائر. وارتفع سهم أريد 5.3% وسط تداولات محدودة. وهبط مؤشر سوق دبي 0.2% مع تراجع سهم إعمار العقارية 1.5%. وانخفض المؤشر العام لسوق أبوظبي 0.3% مع هبوط سهم بنك الخليج الأول 2%، لكن سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) ارتفع 1.9%. وتراجع المؤشر الرئيس للبورصة المصرية 1.4% مع هبوط سهم البنك التجاري الدولي 2.7%، لكن سهم العربية المتحدة للشحن والتفريغ قفز 9.4% في أكثف تداول له منذ يوليو.