نجا مسؤولٌ عسكري يمني موالٍ للشرعية من تفجيرٍ استهدفه وأدَّى إلى مصرع أحد مرافقيه، في وقتٍ قتل مسلحون مجهولون قيادياً في المقاومة الشعبية و4 آخرين، بينما تظاهرت طالباتٌ في صنعاء ضد الانتهاكات الحوثية. وأفاد مسؤول عسكري بأن عبوةً ناسفةً زُرِعَت في سيارة قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء أحمد سيف اليافعي، وأدت إلى انفجارها في عدنجنوبي البلاد، لكن اليافعي نجا فيما قُتِلَ أحد مرافقيه. ولم يُشِر المصدر بأصابع الاتهام إلى أي طرف، كما لم تعلن أي جهةٍ بعد مسؤوليتها عن الهجوم. وأتى استهداف اليافعي بعد ساعاتٍ من اغتيال قياديّ في المقاومة الشعبية التي تقاتل إلى جانب قوات الشرعية. وأطلق مجهولون النار على سيارة أحمد الإدريسي لدى مرورها ليل الأربعاء في منطقة المنصورة (وسط عدن) ما أدى إلى مقتله مع أربعة من مرافقيه، بحسب مصادر أمنية. وأبلغ أحد هذه المصادر عن «اغتيال مسلحين مجهولين القيادي في المقاومة الإدريسي .. ومرافقيه منتصف الليل في منطقة المنصورة». وشرَح أن «المسلحين كانوا على متن مركبةٍ واعترضوا السيارة وأطلقوا عليها النار، ثم تمكَّنوا من الفرار إلى جهة غير معروفة». ومنذ تحرير عدن، ثاني كبرى مدن اليمن وعاصمته المؤقتة، من قبضة الحوثيين في يوليو الماضي؛ تشهد المدينة هجماتٍ متقطعة بحق مسؤولين حكوميين وضباط. وفي واقعةٍ منفصلةٍ؛ أغلق متشددون كلية الهندسة التابعة لجامعة عدن بُعيدَ معاودتها فتح أبوابها إثر إغلاق مسلحين لها الثلاثاء بدعوى «منع الاختلاط بين الطلاب»، بحسب شهود. وأقدم مسلحون أمس على خطف عميد الكلية، صالح مبارك. وكانت مجموعة مسلحة أخرى أغلقت الثلاثاء 3 كليات في الجامعة بينها الهندسة، وردَّد أفرادها «ممنوع الاختلاط .. قلنا ذلك سابقاً». وألمح الشهود إلى تبعية المسلحين إلى زعيم مجموعة مسلحة محلية معروفٍ بصلاته مع متطرفين. والشهر الماضي، عَمِدَ مسلحون إلى إغلاق كلية العلوم الإدارية في الجامعة نفسها، وهددوا باستخدام القوة ضد الطلاب في حال لم يلتزموا بالفصل بين الجنسين. وأبلغ عميد كلية الآداب، محمد عبد الهادي، عن «إغلاق العاملين الجامعةَ احتجاجاً على اختطاف الدكتور صالح مبارك ولمطالبة الحكومة ببذل مزيد من الجهد لتعزيز الأمن». وفي جامعة صنعاء؛ نظمت الطالبات وقفةً احتجاجيةً أمس للتنديد بإنتهاكات ميليشيا (عبدالملك الحوثي – علي عبدالله صالح) ضد الأكاديميين والطلاب. وخلال الوقفة التي وُصِفَت ب «الانتفاضة الكبيرة»؛ تمَّ إشهار الحركة الطلابية «توقَّف»، ورُفِعَت لافتات دعت إلى إطلاق سراح المعتقلين من السجون التي يسيطر الانقلابيون عليها. وطالب حركة «توقَّف» المجتمع الدولي بالعمل على إطلاق سراح المختطفين لدى الحوثيين بأسرع وقتٍ ممكن، مُتعهدةً باستمرار الاحتجاجات حتى إطلاق سراحهم ووقف كافة الانتهاكات. لكن المتمردين واصلوا ارتكاب الانتهاكات، بحسب صحيفة «المصدر أون لاين» اليمنية التي أشارت إلى اختطافهم 3 من نشطاء الإغاثة في مديرية يريم التابعة لمحافظة أب القريبة. ونقلت الصحيفة عن مصدر محلي أن النشطاء الثلاثة الذين يعملون في منظمة محلية اقتيدوا إلى جهة مجهولة ولم يُعرَف مصيرهم بعد. وطبقاً له؛ كان المُختطفون، وهم عبدالمنعم فتاحي وعبدالرحمن نصاري ومحمد فتاحي، يعملون في توزيع المساعدات الإغاثية على المتضررين. وكان مجموعة حوثية مسلحة هاجمت مؤسسة «بساط الخير» الإغاثية في يريم ومقار لها في المدارس الإثنين الماضي. إلى ذلك؛ تعرضت قرى ومبانٍ في منطقتي الأهمول والشعاور، التابعتين لمديرية حزم العدين في إب، إلى قصفٍ عنيفٍ أمس نفذته القوات المتمردة. وذكر سكان محليون أن «الحوثيين المتركّزين في ظهرة عدن بني شبيب في مديرية حبيش قصفوا بالمدفعية الثقيلة في الشعاور، ما أدى إلى إصابة طفل يُدعَى مجيب مرشد الشعوري ويبلغ من العمر 10 أعوام». ويعتقد السكان أن القصف جاء رداً على تعرُّض المتمردين لخسائر خلال اشتباكاتٍ مع أفرادٍ من المقاومة استعادوا الثلاثاء 3 مواقع جبلية قريبة. سياسياً؛ دعا الرئيس، عبدربه منصور هادي، كافة القوى إلى «تضافر جهودها وتوحيد صفوفها لمواجهة القوى الانقلابية وتحرير جميع المناطق من ميليشياتها العابثة بأمن واستقرار البلاد». ولفت هادي، لدى استقباله أمس في عدن محافظي لحج والبيضاء المعيَّنَين حديثاً، إلى صعوبة المرحلة الراهنة والتحديات الماثلة أمام الحكومة. وأوضح، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن السلطات ستشرع في توفير المتطلبات والاحتياجات الأساسية التي يتطلع السكان المحليون إليها فور تحرير بقية المناطق من الميليشيات المتمردة. وحررت قوات الشرعية، المدعومة بالتحالف العربي، جنوب اليمن ومناطق في شرقه وشماله وغربه.