كثَّف الأمن البلجيكي حملات التوقيف في بروكسل في إطار مواجهة خطرٍ إرهابي أدَّى إلى إلغاء احتفالات رأس السنة، في حين تتركَّز التحقيقات على كشف أي هجوم محتملٍ على أماكن رمزية في العاصمة ومواصلة البحث عن متورطين في اعتداءات باريس. ووُجِّهَت التهم الثلاثاء إلى شخصين كانا يخططان ل «استهداف أماكن لها طابع رمزي في بروكسل»، بحسب النيابة الفدرالية البلجيكية. وفي إطار التحقيق نفسه؛ أوقِفَ أمس 6 أشخاص واقتيدوا للاستماع إليهم على أن يقرر قاضٍ ما إذا كان سيبقيهم قيد الاحتجاز. ونُفِّذَت بالتزامن 7 عمليات دهمٍ في أحياء عدَّة من العاصمة ومنطقة لو سان بيار المجاورة لها. ولم يُعثَر على أي سلاح خلال المداهمات، لكن الأمن صادر أجهزة معلوماتية وهواتف ومعداتٍ لرياضة «أرسوفت» التي يرتدي ممارسوها ثياباً عسكرية ويستخدمون أسلحة بذخائر غير مؤذية. وكشفت النيابة البلجيكية معلوماتٍ أوَّلية عن هوية الرجلين اللذين اتُّهِما الثلاثاء ب «تشكيل تهديدٍ بارتكاب اعتداءات وبالمشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية بصفة مباشرة أو غير مباشرة». ووصفت النيابة المتهم الأول «سعيد س.» البالغ 30 عاماً بأنه «قائد ويهتم بالتجنيد لارتكاب تجاوزات إرهابية»، أما الثاني «محمد ك.» فعمره 27 عاماً. وتتجنب النيابة تقديم كثير من المعلومات حول هذه التوقيفات. وأفاد مصدر مقرَّب من الملف أمس الأول ب «تركيز المحققين على مجموعة من راكبي الدراجات النارية يُعرَفون باسم (كاميكاز رايدرز) كان ينتمي إليهم الشخصان المعتقلان». في الوقت نفسه؛ تتواصل في بروكسل التحقيقات في اعتداءات ال 13 من نوفمبر الماضي في باريس. وصباح أمس؛ وُجِّهَ الاتهام إلى شابٍّ يُدعى (أيوب ب.)، وهو بلجيكي يبلغ 22 عاماً، ب «ارتكاب اغتيالات إرهابية والمشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية». واعتُقِلَ هذا الشاب الأربعاء خلال مداهمةٍ في حي مولنبيك سان جان في منزلٍ سبقَ تفتيشه بعد 3 أيام من اعتداءات باريس، حسب وسائل الإعلام. ووجدت قوات الأمن «آثاراً» تدلُّ على مرور صلاح عبدالسلام بهذا المنزل، وهو أحد أبرز المشتبه فيهم في اعتداءات العاصمة الفرنسية ولا يزال طليقاً. وذكرت صحيفة «دي ستاندارد» البلجيكية أن الشاب أيوب، المتحدِّر من أسرةٍ قريبةٍ من عبدالسلام غادر عددٌ من أفرادها إلى سوريا، كان يمارس رياضة الملاكمة إلى جانب أحمد دهماني في نادٍ واحد. واعتُقِلَ دهماني مؤخراً في تركيا. ووُجِهَت التهم حتى الآن إلى تسعة أشخاص بدرجات تورطٍ متفاوتة. ومن موسكو إلى نيويورك مروراً بأوروبا ينتهي عام 2015 وسط إجراءات أمنية مشددة خصوصاً في بروكسل. وأدَّى الإعلان الثلاثاء عن مخاوف من حصول اعتداءاتٍ جديدة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة البلجيكية التي كانت رفعت الإنذار فيها إلى الدرجة قبل القصوى منذ نهاية نوفمبر. وقرر عمدة المدينة، إيفان مايور، بعد التشاور مع المعنيين الأمنيين «عدم المجازفة» و»إلغاء احتفالات الترحيب بالعام الجديد في وسط بروكسل». وانخفضت نسبة إشغال الفنادق في العاصمة بنسبة 55% منذ اعتداءات باريس، بحسب رئيس اتحاد أصحاب الفنادق البلجيكية، إيفان روك.