يعيش الفريق الشبابي مرحلة صعبة تتمثل في تردي نتائجه بالدوري، بعد سلسلة إخفاقات ميدانية أثقلت كاهله وزادت من وطأة الجراح التي تعمقت بجسده وأضعفت مناعته وجعلته في مهب الرياح، وأضحى حصاداً للنقاط ولقمة سائغة للأندية، وهذا انعكاس لسلبيات عمل تراكمية، من ثلاث سنوات والليث يئن من وطأة التخبطات الإدارية التي نهشت جسده وحولته من فريق بطل ومنافس إلى فريق متهالك مفكك الخطوط فقد هيبته الميدانية. والمتتبع لمسيرة الفريق يدرك تماماً أن بداية الانهيار الشبابي ليس من الموسم الماضي كما يصوره أصحاب الانتماءات الشخصية، المعضلة الفنية بدأت إبان رئاسة الرئيس الأسبق خالد البلطان، قبل ثلاث سنوات وعلامات الانهيار الفني تطفو على السطح، والتنبؤات تشير إلى مستقبل شبابي مُظلم، وذكر ذلك البلطان في أكثر من مناسبة بتطبيق الإحلال وإعادة هيكلة الفريق، ولكن ظلت الحال كما هي دون تغيير، وفي الموسم الماضي بعد عودة الأمير خالد بن سعد لرئاسة النادي، كانت هناك سلبيات إدارية وفنية ولم يحرك ساكناً تجاه معضلة الفريق، واصل الفريق موسمه الثاني بالانهيار الفني والتخبط الإداري، وزاد الوضع سوءا حالة عدم الوفاق وغياب التواصل بين الإدارتين السابقتين، ورمي كرة الأزمة الفنية و المالية بينهما زاد الأمر تعقيداً، ونتج عن ذلك انقسامات بين الشبابيين وتحزبات سلبية أهدافها شخصية. أصبح المشهد الشبابي مشابها للمشهد الاتحادي المُكبل بالانتماءات الشخصية، وتلك التحزبات تعتبر حديثة المنشأ، فلم يشهد التاريخ الشبابي في الحقبة الزمنية الماضية مثل هذه الانقسامات، ومن تهمه مصلحة الكيان سوف يمضي خلف الكيان داعماً ومتجرداً من الانتماءات الشخصية، ومن تهمه المصالح الشخصية فلا غرابة أن يمضي بشق الصف الشبابي غير مهتم بمصلحة النادي، ولابد أن يُدرك الشبابيون أن التحزبات أثرت على نادي الاتحاد وسوف تؤثر على ناديهم، فهل يعي المحركون لبوصلة الانقسامات ذلك الخطر؟. عودة الشباب تحتاج إلى عمل إداري كبير باستغلال «الميركاتو الشتوي» بشكل إيجابي لتوفير احتياجات الفريق، لاسيما أن الحاجة الفنية مُلحة لعناصر أجنبية في خانة صناعة اللعب وفي خط الهجوم، لمعالجة شح الفرص والعقم الهجومي، وإيقاف الكوارث النتائجية التي ركلت الفريق لمراكز متأخرة، وسوف تواصل ركلها إذا لم يتحرك صناع القرار بالبيت الشبابي لانتشال الفريق، باستقطاب عناصر أجنبية مميزة، والبحث عن مدرب يملك الكفاءة التدريبية والقدرة على إعادة صياغة الفريق.