جمع التصويت في الانتخابات البلدية في محافظة الأحساء مختلف شرائح المجتمع من كبار السنِّ والشباب وسط حضورٍ نسائي، فيما دار جدلٌ وصفه المشاركون فيه ب «الإيجابي» حول معايير اختيار المرشَّح. وبدا لافتاً تخصيص المركز الانتخابي رقم 1192 في حي المزروع بالمحافظة مقرَّاً للأطفال الذين اصطحبتهم أمهاتهم الراغبات في التصويت. وسُجِّلَ الناخب حمد بن محمد المري (87 عاماً) كأكبر الناخبين سنّاً في مركز سلوى. وحضر مسؤولو الدوائر الحكومية إلى مراكز الاقتراع، وأكدوا اختيارهم المرشحين القادرين على خدمة الوطن والمواطن. ومن بين المسؤولين الذين أدلوا بأصواتهم؛ وكيل المحافظة، خالد بن عبدالعزيز البراك، ومدير التعليم، أحمد بن محمد بالغنيم، ومدير الشؤون الصحية، محمد بن خالد العبدالعالي، ورئيس مكتب رعاية الشباب، يوسف بن صالح الخميس. وتباينت معايير اختيار المرشح من ناخبٍ إلى آخر، ففي حين ركز مواطنون على عنصر الشباب؛ اختار آخرون على أساس السيرة الذاتية، فيما كشف عضو المجلس البلدي في المحافظة، علي حجي السلطان، عن اختياره مرشحه بناءً على معيار المعرفة المباشرة. وأفاد السلطان، في تصريحات ل «الشرق»، بغضِّه نظره عن الأسماء والشهادات والسير الذاتية وحتى البرامج الانتخابية مُفضِّلاً معيار الأقدر على خدمة المواطن بناءً معرفته الوثيقة بكثيرٍ من المرشحين. لكنه أشار إلى امتناعه عن إعلان اسم مرشحه حرصاً على عدم التأثير على توجُّهات قطاعٍ من الناخبين «لأنني أمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة». ورأى أن الأكثر قدرة على تقديم خدمات هو الأحق بالتمثيل في المجلس البلدي «لأن المواطن يبحث عن خدمات بلدية وليس عن شيء آخر»، ملاحظاً تركيز كل مرشحٍ على تخصصه العملي أثناء عرضه برنامجه «فالمهندس منهم اهتم بالجوانب الهندسية، والمحاسب اهتم بالجوانب المحاسبية، وكذا التقني والفنان». والسلطان عضو في المجلس البلدي الحالي ممثِّلاً عن الدائرة الخامسة في المحافظة، لكنه لم يرشح نفسه في الدورة الثالثة. بدوره؛ فضَّل الناخب، علي محمد العمران، الاختيار على أساس السيرة الذاتية وقوَّة البرنامج الانتخابي. ولفت إلى اختياره مرشحاً اهتم بالجوانب البيئية وترابُط فئات المجتمع وإنشاء الجسور. ورأى العمران أن برنامج المرشح هو المعيار الأهم في التصويت. واختار الناخب، أحمد سلمان الناصر، مرشَّحه على أساس الكفاءة وخدمة المجتمع. فيما أقرَّ الناخب، إبراهيم البدر، بتواضع السيرة الذاتية لمرشحه، لكنه قال عنه «رشحته على أساس عدة معايير، فهو نشِطٌ ميدانيَّاً ومن الشباب ومن الطبقة الأقل من المتوسطة، لذا سيستشعر احتياجات المواطنين، علاوةً على فهمه دور المجلس البلدي وأهدافه دون أن يطلق وعوداً انتخابية ما يعكس صدقه». ولم يطَّلع ناخبون، التقتهم «الشرق» على برامج المرشحين، لكنهم قرروا التصويت بدافع الوطنية واعتمدوا على ترشيحات الثقات خصوصاً من الشباب المهتمين بخدمة المجتمع.