خلص مؤتمر «أثر الشريعة في تحقيق الأمن» المنعقد في محافظة الأحساء، ويشارك فيه مجموعة من الأساتذة والمتخصصين في الشريعة، إلى أن تطبيق الشريعة، وعدة أمور أخرى أبرزها حقوق الإنسان، وإخراج الصدقات، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، والتخلي عن الغلو واتباع الوسطية من أهم عناصر التي تسهم في حفظ الأمن بالمملكة. وتواصلت أمس جلسات المؤتمر، الذي انطلقت فعالياته أمس الأول، في فندق الإنتركونتيننتال الأحساء تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، وافتتحه مدير جامعة الإمام بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان. وفي أولى جلسات اليوم الثاني شارك الدكتور طارق بن عودة العودة بورقة علمية بعنوان: (حفظ المال وأثره في تحقيق الأمن – دراسة حديثة موضوعية)، سلط الضوء من خلالها على قضية»حفظ المال» كأحد مقاصد الشريعة الأساسية لتحقيق الخير للمجتمع، مشدداً على ضرورة التصرف فيه على نحو سليم. وأشار إلى أن الصدقة تحد من السرقة وتنقي المجتمع من الأحقاد والبغضاء، وقال إن الصدقة تعد من من أهم عوامل حفظ الأمن. ونوهت عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب بجامعة الإمام الدكتورة لمياء بنت سليمان الطويل في ورقتها العلمية (الآفات التي تهدد حفظ الأمن الفكري في المجتمع السعودي)، بأن تطبيق الشريعة من الأمور التي تحقق الأمن في المجتمع ونتيجة لتمسك المملكة بالشريعة الإسلامية؛ أنعم الله عليها بالأمن والأمان، لكنها أشارت أيضاً إلى الآفات والتحديات التي تواجه وتهدد الأمن أبرزها اختراق سياج الأمن الفكري لبعض الأبناء. أما عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم الدكتورة عبير بنت عبدالعزيز التميمي فأكدت على أن الشريعة الإسلامية أقرت حقوق الإنسان كضرورات إنسانية واجبة، مضيفة أنها جمعت مقومات الأمن للعمران الإنساني بجميع صوره المادية والمعنوية، واعتبرتها من الوظائف العامة للدولة، وذلك من خلال تمكين كل فرد من العمل والكسب المشروع. فيما أشارت عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام الدكتورة منال بنت سليم الصاعدي من خلال ورقتها العلمية «أثر تطبيق الحدود في معدلات الجريمة – المملكة أنموذجاً» إلى أن الهدف من تطبيق الحدود الشرعية تسهم بشكل كبير في مكافحة الجريمة وبالتالي تحقيق الأمن وهو ما تقم عليه المملكة. وشارك الدكتور عاصم بن عبدالله القريوتي، ببحثٍ عن الغلو وأثره في زعزعة الأمن جاء فيها: إن الإسلام دين سماحة ورحمة، ودين وسطية واعتدال، مؤكداً أن الاعتدال والوسطية تتنافى مع الغلو والتنطع الذي نهانا الشرع عنه. وخلص الباحث إلى عدد من التوصيات من أهمها: تدبر كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفهمها وفق نهج سلف الأمة. وضرورة تلقي العلم من أهله الموثوق بهم من ذوي النهج السديد، ولزوم قراءة سير الصحابة والسلف وما كانوا عليه، والبعد عن القنوات والمواقع غير المعروفة باستقامتها وسلامة فهمها للإسلام. وقدم الدكتور محمد محمد أحمد سويلم الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والشريعة بالأحساء، بحثاً عنوانه: العدالة الإسلامية وأثرها في تحقيق الأمن الاجتماعي والاقتصادي، جاء فيه: إن الشريعة الإسلامية جاءت بكل ما من شأنه تحقيق العدل بمفهومه الشامل بين جميع البشر ، ويمثل ركيزة أساسية من ركائز تحقيق الأمن الشامل والكامل، مستشهداً بالأنظمة التي اتخذت المملكة العربية السعودية في هذا الشأن. وشارك سعيد بن سالم الدرمكي بورقة بحثية عنوانها: مسؤولية الإمام في تحقيق الأمن الفكري في ضوء قاعدة تصرف الإمام مع الرعية منوط بالمصلحة، جاء فيها : إن مسؤولية الإمام عن تحقيق الأمن الفكري في الدولة تأتي من انطلاقا مسؤوليته تجاه رعيته بتحقيق مصالحهم ودفع المفاسد عنهم.