رفع المشاركون فى ندوة (أثر القرآن الكريم فى تحقيق الوسطية ودفع الغلو) التى نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ضمن فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الخامسة والعشرين لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره وشارك فيها عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ الشكر الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولى عهده الامين وسمو النائب الثانى (حفظهم الله) منوهين بما تقوم به المملكة العربية السعودية من عناية بالقران الكريم وعلومه واستمساك بمنهاج الاسلام والتزام بالوسطية واهتمام بشؤون المسلمين وأمورهم ومقاومة للغلو والتنطع ومدافعة للانحراف بأنواعه العقدى والفكرى والسلوكى. ودعا المشاركون فى الندوة فى ختام أعمالها يوم امس الاول المسلمين كافة الى العمل بما تضمنه القران الكريم من تقرير للوسطية والاعتدال والامر بهما والحث عليهما والنهى عن الجنوح الى الغلو والتحذير من وسائله ومظاهره ومسالكه. وأوصوا المسلمين فى أقطار الارض بالعناية بالقران الكريم تعلما وفقها وعملا والاستمساك بما تضمنه من الوسطية والاعتدال فى جوانب الحياة كلها مؤكدين على أن الوسطية ممارسة وتطبيق تظهر حسن الاسلام وتميزه. وأكد المشاركون فى الندوة على براءة الاسلام من الغلو والتطرف وماعرف بالارهاب مشددين على أن الاسلام دين الحق والعدل وهو برىء من كل انحراف 0 ولفتوا النظر الى أن العمل بما جاء به الكتاب والسنة وفق هدى السلف الصالح التزام بالحق وليس من الغلو فى الدين داعين الى ضبط المفاهيم والالفاظ المتعلقة بالغلو والرجوع الى الكتاب والسنة فى ذلك. ودعوا الى تحرير المفاهيم المعاصرة كمفهوم الارهاب للاتفاق على مضامينها بين الأمم والحضارات اتفاقا عادلا يحقق الرؤية الرشيدة والمعالجة السديدة. وحثوا مؤسسات الدعوة والتعليم والثقافة والاعلام على ابراز ما اشتمل عليه الاسلام من محاسن وبيان مفهوم الوسطية والاعتدال وايضاح لوازمه ومقتضياته. وشدد المشاركون فى الندوة على ضرورة قيام العلماء ببيان خطر الخروج عن الوسطية والاعتدال ومخالفته للدين الحق والتحذير من عواقب ذلك الوخيمة وتبعاته السيئة حالا ومالا مؤكدين على أهمية اعتبار العلماء ووجوب الارتباط بهم وحفظ حقوقهم ورعاية منزلتهم ودعوة الشباب خاصة الى تلقى العلم عنهم. ودعوا الجامعات والمجامع العلمية الشرعية الى تكريس بيان الوسطية للمسلمين ولغيرهم وايضاح صور الخروج عنها ونشر ما يساعد على هذا من مؤلفات ودراسات. وحثوا المؤسسات الاسلامية التعليمية والدعوية على العناية بمنهاج السلف الصالح ووسطيته تعلما وتعليما وعملا وتطبيقا ودعوة ونشرا. كما دعا المشاركون فى الندوة المؤسسات الاسلامية ذات الصلة الى عقد الندوات والمؤتمرات ودعم البحوث والمؤلفات التى تسهم فى بيان منهاج القران الكريم فى تقرير الوسطية ومحاربة الغلو مطالبين المعلمين والتربويين بترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال فى نفوس الطلاب والناشئة. وثمنوا ما تقوم به جمعيات تحفيظ القران الكريم من جهود فى تربية الناشئة على الفهم الصحيح لكتاب الله والعمل به وأوصوها ببذل المزيد فى بيان منهاج القران الكريم فى الوسطية والاعتدال. ودعوا المسلمين الى تعلم ما اشتمل عليه الاسلام من منهاج كامل فى التعايش مع مخالفيهم فى الدين والتعامل معهم مع التأكيد على أن الاحسان الى المسالمين من المخالفين فى الدين وبرهم لاينافى الثوابت ولايخرج عن الوسطية بل هو من مقتضياتها ولوازمها. ونوه المشاركون فى الندوة بسلامة منهاج المملكة من الغلو وبجهودها فى محاربته والتحذير منه . كما رفضوا التهم الجائرة التى تصف المملكة بالغلو وتتهم مناهج التعليم فيها بالدعوة الى الارهاب. وأكدوا استنكارهم وتجريمهم لما يقوم به الغلاة من خروج على الدين وأحكامه وعدوان على الخلق وبخاصة الاحداث الآثمة التى استهدفت الامنين والمستأمنين فى المملكة ، داعين المواطنين والمقيمين الى القيام بواجبهم الشرعى فى المحافظة على أمن هذا البلد الطاهر والتعاون مع الجهات المسؤولة فى ذلك اذ انه من تحقيق مقاصد الشريعة ومن مقتضيات التوحيد والعقيدة الصحيحة.