قالت فرنسا إن مجلس الأمن الدولي بدأ اليوم العمل بشأن قرار مقترح لوقف العنف في سوريا وتمكين وصول المساعدات الانسانية الى الضحايا. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، في افادة صحفية، أن العمل يبدأ اليوم في مجلس الامن بشأن القرار المقترح الذي يضمن دخول مساعدات انسانية الى اكثر المناطق والاشخاص تضررا، وتوقع أن يركز القرار على مدينة حمص المحاصرة من قِبَل الجيش السوري النظامي منذ مطلع فبراير الجاري. وأضاف: “نأمل ألا تعترض روسيا والصين على القرار المقترح”، في إشارة منه الى الفيتو الذي استخدمته موسكو وبكين ضد مشروع القرار الذي قُدِّم في الرابع من فبراير وكان يطالب الرئيس بشار الاسد بالتنحي. وأغضب الفيتو القوى الغربية التي تضغط على الاممالمتحدة للتحرك تحت ضغط من الرأي العام الغاضب بسبب الخسائر البشرية في حمص، لكن روسيا والصين تحذران من التدخل الدولي في الشؤون الداخلية السورية. وتابع فاليرو: “في ضوء تلك الحالة الطارئة حان الوقت لكي يوقف كل اعضاء المجلس دون استثناء هذه الوحشية”. بدوره، أبلغ دبلوماسي غربي آخر، رويترز، مشترطا عدم الكشف عن هويته، أن بعض الحكومات الغربية تضغط بقوة من أجل أن يتضمن أي مشروع قرار جديد مطالب بإنهاء العنف وهو يستهدف إلى حد كبير الحكومة السورية، وتقول روسيا والصين أن على جميع الاطراف في سوريا وقف اطلاق النار. وقال الدبلوماسي الغربي: “نبحث ما اذا كانت هناك ارضية مشتركة مع روسيا، من الواضح انه ينبغي أن يتضمن مشروع القرار عناصر قوية بشأن العنف”. وأشارت مصادر دبلوماسية في الاممالمتحدة في وقت سابق إلى ان القوى الغربية تعمل على إعداد مشروع قرار جديد لتخفيف الازمة. وفي إطار محاولة التوصل الى توافق ربما يسعى الدبلوماسيون للتأكيد على الحاجة للاغاثة الانسانية في حمص ومناطق اخرى مع الحد من انتقاد حكومة الاسد بما يكفي لتجنب الفيتو الروسي او الصيني، لكن ليس بالدرجة التي تؤدي الى فقد دعم اطراف اخرى خاصة فرنسا او حكومات عربية. وفي اجتماع لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء حذر نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف من التدخل الخارجي. وصرح في مناقشة طارئة بشأن سوريا بأن الأهم حالياً هو إعطاء السوريين انفسهم فرصة للتغلب على الازمة، معتبرا أن الأهداف الرامية لغرس الديمقراطية بالقوة تفضي الى كارثة وتؤدي إلى عكس المرجو منها، داعيا الى تجنب حرب اهلية شاملة في سوريا. وقال إن موسكو ساعدت في ضمان وصول وكالات الاغاثة الدولية الى المناطق المتضررة في سوريا، لكن قوات المعارضة لم تتخذ خطوات مماثلة فيما يبدو، مجدِّدا انتقاد روسيا لقوات المعارضة السورية. باريس | رويترز