«إن العمل الإعلامي كأي شيء في الدنيا، إن استعمل في الخير نفع وإن استعمل للشر ضر»، هكذا يرسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- خريطة الطريق لكل إعلامي يصبو إلى تحقيق أهداف الإعلام الحقيقية. منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الحكم في المملكة، كان جل همه المضي قدما بمسيرة الوطن نحو التقدم في كافة المجالات ومن ضمنها الإعلام. فلقد أسهمت توجيهاته ومتابعته الدائمة -حفظه الله- منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض، في تبوء الإعلام السعودي المراكز القيادية على الخارطة الإقليمية والدولية. فالمصداقية الرفيعة، والشفافية العالية، والاتزان الواعي، وفهم الاحتياجات المتنامية للوطن والمواطن، والمساهمة الكبرى في القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية والعالم بحكمة وبعد نظر، كلها سمات حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على غرسها في عقول وقلوب الإعلاميين وأصبحت من أهم مميزات الإعلام السعودي. كما مكنت تلك التوجيهات والدعم المتواصل الإعلام السعودي من أن يضطلع بدوره الكامل في تعزيز وترسيخ المكانة التي تحظى بها السعودية عربيا وإسلاميا وعالميا، وإيصال رؤية المملكة ورسالتها للعالم، وتمكن من عكس الصورة الحقيقية لها. وما زلنا نذكر مبادرته الكبيرة في إطلاق معرض الرياض بين الأمس واليوم، الذي تحول لاحقا إلى مسمى المملكة بين الأمس واليوم، والذي طاف قارات العالم حيث حقق نجاحا غير مسبوق، وزخما وسمعة إعلامية ضخمة استطاع العالم من خلاله التعرف على المكانة التي وصلتها المملكة وأهميتها. وحينما نتحدث عن علاقة القيادة مع الإعلام، كان سلمان دائما حاضرا بنفسه كاتبا وناصحا وموجها وداعما ومشجعا، ولذا من النادر أن تجد صحافيا أو إعلاميا سعوديا لم يتواصل مع الملك سلمان بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ومن النادر أن تكون هناك وسيلة إعلامية سعودية لم تحظ بشرف المتابعة والاهتمام من لدنه -أيده الله-، فتجده تارة متابعا لأي ترتيبات إعلامية تسبق مؤتمرات أو ندوات أو مناسبات متنوعة، وتارة أخرى زائرا للمراكز الإعلامية والالتقاء بمنسوبيها، وفي مرات كثيرة معلقا ومعقبا على مقالة أو برنامج تليفزيوني في داخل المملكة وخارجها، وهذا ليس بمستغرب، فلقد عرف خادم الحرمين الشريفين منذ صغره ناهلًا للعلم ومتسلحًا بالثقافة وضروبها. ولقد لامست تلك الاهتمامات والمتابعة الدائمة عقول الإعلاميين والمؤرخين والمفكرين والذين كان يدهشهم -حفظه الله-، في كل مرة بعمق ثقافته التاريخية، حتى أصبح لقب «صديق الصحافة» مفردة من مفردات الوسط الإعلامي السعودي. وفي ذلك يقول -يحفظه الله- «الصحافة كما تسمى مهنة المتاعب، لكنني سأضيف فقرة أخرى فبعض الإخوان يسمونني صديق الصحافة لكن من هذا الواقع أقول: إنها صداقة المتاعب فكما أن الصحافة مهنة المتاعب فهي أيضًا تجلب المتاعب لكن المتاعب مقبولة ومتحملة في سبيل المصلحة العامة التي هي رائد هذه الدولة ملكًا وولي عهد وحكومة وشعبًا». والمتتبع لمسيرة الإعلام السعودي يدرك تماما مدى التفاعل غير المسبوق بين القيادة والإعلام، وقصص الصحفيين والإعلاميين مع الملك سلمان قد تملأ مجلدات، فهو -حفظه الله- يقف على مسافة واحدة مع صاحب الرأي والناقد، ويبقى الشاهد على ذلك أصدقاءه الكثر من الإعلاميين مهما اختلف معهم في الرأي. وإذا كانت الكلمة أمانة فإنه -أيده الله- ينبه دائما على مدى إمكانية تحولها لخطر بالغ، وذلك حينما تتحول إلى سلعة تباع وتشترى، ويقول: «عندما يعبر الإنسان عن رأيه وهو صادق فيه فيجب أن نحترمه وكذلك عندما يتضح للإنسان منا كبشر سواء الكاتب أو المتحدث أو المتلقي أنه أخطأ أو أنه لم يعرف الحقيقة فليس عيبًا عليه أن يقول أخطأت وأن يتراجع ويقول الحقيقة». وبالأمس القريب واستمرارا للدعم والمتابعة الدائمة استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عدداً من كبار المثقفين، ورؤساء تحرير الصحف والكتاب، والإعلاميين حيث أكد المليك المفدى في كلمته أمام هذا الجمع على الثوابت والأسس التي قامت عليها المملكة وطالب الإعلاميين والمثقفين بضرورة التمسك والسير على نهج الكتاب والسنة الذي ارتضته هذا البلاد منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-. ولقد جاءت كلمات الملك سلمان -حفظه الله- لتشكل نبراسا للعمل الثقافي والإعلامي في المملكة وهو ما أكد عليه وزير الإعلام الدكتور عادل الطريفي في كلمته أمام الملك، حيث قال «تعد كلماتكم الكريمة نبراساً لعملنا الثقافي والإعلامي، حيث تؤكدون على الأسس الثابتة التي قامت عليها بلادنا، وتطالبون بمواصلة البناء والسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة في مناطق المملكة كافة، وكما وجهتني سيدي ستظل المملكة العربية السعودية الدولة الرائدة للعالمين العربي والإسلامي في هذا المجال، وستعمل الثقافة والفنون والآداب لتعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وأن تكون السعودية نموذج الحوار الإنساني والانفتاح على شعوب وحضارات العالم».