دخلت المحادثات في مؤتمر المناخ في باريس مرحلة حاسمة أمس، بعدما سلم مفاوضون من 195 دولة نسختهم من مشروع الاتفاق العالمي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، بهدف تحويله إلى اتفاق ملزم خلال الأسبوع المقبل. وأعلنت المفاوضة الفرنسية لورانس توبيانا أمام الوفود المجتمعة في لوبورجيه «لدينا أساس جديد للمفاوضات مقبول من الجميع، ويجب البناء عليه». وأضافت «العمل لم ينته بعد، لا تزال هناك قضايا سياسية رئيسة يتعين البت فيها، وعلينا بذل كل طاقتنا وقدرتنا في الالتزام وبعد الرؤية للتوصل إلى نتيجة». ورغم أنه يتضمن مقترحات متناقضة، سيشكل المشروع أساساً لما وصف بأنه الاتفاق العالمي الأهم والأكثر تعقيداً في التاريخ. ويعود وزراء الدول اعتباراً من يوم غد الإثنين لدراسة نص المشروع وتحويله إلى اتفاق ملزم، يسمح بالحد من انبعاثات غازات الدفيئة وارتفاع درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات. ويحذر العلماء من أن كوكب الأرض سيتحول أكثر فاكثر إلى محيط معاد للبشر، طالما الحرارة في ارتفاع، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر ما يؤدي إلى غمر جزر ومناطق ساحلية مأهولة بالسكان، فضلا عن العواصف المدمرة وموجات الجفاف الشديد. واعترف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رئيس المؤتمر الذي سيتسلم النص من المفاوضين «سيكون هناك عمل كبير جداً» يترتب على الوزراء القيام به. وأضاف «آمل أن يتضمن النص الذي سأتسلمه أكبر عدد من حلول التسوية». وكان وسطاء مجموعات العمل قدموا الجمعة وثيقة تقع في 38 صفحة، تتضمن مقترحات لتسويات. وهذه الوثيقة كانت تتضمن من قبل 1400 نقطة ما زالت الخيارات بشأنها مفتوحة. وفي النص الجديد تراجع هذا العدد إلى 750. ومع ذلك بقي عدد كبير من نقاط الخلاف، أصعبها تمويل المساعدة لدول الجنوب في مجال المناخ، وتقاسم الجهود لمكافحة الاحترار بين الدول النامية والناشئة والمتطورة. وذكر فابيوس الجمعة بأن الوقت ضيق. وقال إن «المؤتمر ينتهي مساء الجمعة (11 ديسمبر) ويجب التوصل إلى اتفاق قبل ذلك». ويفترض أن يتوصل الوزراء إلى اتفاق ينص على الحد من ارتفاع الحرارة بدرجتين. ويقول العلماء أن أي ارتفاع في الحرارة أكبر من ذلك، سيكون له تأثير لا يمكن معالجته من موجات جفاف وفيضانات متزايدة، وتراجع المحاصيل الزراعية وتآكل السواحل. وعلى هامش المؤتمر نظم «يوم عمل» أمس في موقع انعقاد الاجتماع، بحضور نحو 10 شخصيات من جميع أنحاء العالم لمكافحة التبدل المناخي. واختتم الرئيس فرنسوا هولاند نشاطات أمس، قبل أن يلتقي النائب السابق للرئيس الأمريكي آل غور حائز جائزة نوبل للسلام في2007 والهيئة الحكومة للتبدل المناخي، التي أطلق علماؤها التحذير بشأن المناخ.