تتأرجح المؤشرات الفنية للأندية الكبيرة بين الصعود والهبوط، وبتسليط الضوء على مستويات تلك الأندية ومكتسباتِها الفنية، نجد أن الاعتلاء النقطي للهلال والأهلي يعتبر (انعكاسا) لإعدادِهما المميز والدقة في الاختيارات العناصرية، بعد حزمة استقطابات فنية انعكست بشكل إيجابي على مستوياتِهما الميدانية، وتأثير العناصر الأجنبية في الفريق الهلالي اتضح جلياً وصعد بالفريق إلى صدارة الدوري، حيث ساهمت تلك العناصر في اتزان الفريق والانسجام الفني والتألق الميداني وشكلوا إضافة فنية، وكان لكفاءتهم الميدانية انعكاسات فنية ورقمية، تُرجمت بحصد كأس خادم الحرمين الشريفين في نهاية الموسم الماضي، وتحقيق بطولة السوبر قبل بداية الموسم الحالي، واعتلاء صدارة دوري عبداللطيف جميل. والمزاحمة الأهلاوية باحتلال المركز الثاني بالدوري وبفارق نقطي ضئيل، مؤشر لانحصار المنافسة بين الهلال والأهلي، وإن كان الحكم على المنافسة مُبكراً، ولكن «انحدار» مستويات بقية الأندية الكبيرة المتوقع منافستها قبل بداية الدوري «يُرجّح» ذلك الرأي، في ظل هبوط حاد في مستوى الفريق الشبابي وسقوطه في منزلق التخبطات الفنية، وعدم نجاح العناصر الأجنبية وغياب الاستقرار الإداري والفني والفراغ الميداني بتباعد الخطوط واللعب بدون صانع لعب، بعد إصابة المحترف الكويتي سيف الحشان ومداهمة الإصابات للفريق. هذه الظروف تحصر دائرة الآمال الشبابية على المنافسة في البطولات قصيرة النفس، لعدم وجود (بدائل) فنية في دكة الاحتياط ، والاتحاد أيضاً يعيش مرحلة صعبة في ظل (الإخفاقات) الميدانية المتتالية، والهشاشة الفنية في ظل تخبطات مدرب وإفلاس فني للعناصر الأجنبية، مما يُبعد العميد عن دائرة المنافسة وحال النصر لا يختلف عن حال الشباب والاتحاد، لاسيما أن بطل الدوري للعامين الماضيين كان ضحية إعداد سلبي ومدرب مفلس فنياً، فالمدرب السابق ديسلفا (هدم) كل مابناه كارينو. وتحقيق النصر لبطولة الدوري في الموسم الماضي جاء بعد جهد لاعبي الفريق ورغبتهم الجامحة في المحافظة على الدوري للعام الثاني على التوالي، بالإضافة لعدم وجود أزمة مالية في الموسم الماضي، وفي هذا الموسم (تكالبت) الأزمات المالية والفنية على العالمي، والتعاقد مع الإيطالي كانافارو لن يحل أزمة النصر الفنية لقلة خبرته التدريبية، ولعدم وجود عناصر أجنبية تصنع الفارق، وأعتقد أن حظوظ الشباب والاتحاد والنصر تتلاشى تدريجياً في المنافسة على الدوري.