المناعة ضد الأفكار المتطرفة هي ما تحتاجه عقول صغارنا الذين باتوا اليوم هدفاً لداعش التي تحاول أن تغرس فيهم أفكارها المسمومة والمشبعة بالعنف والتطرف، مستغلين قابلية الطفل لاكتساب سلوكيات قد تكون سلبية دون إدراك لخطورتها، وهذا ما تريد داعش أن تستثمره في توليف تلك العقول البريئة وفق أجنداتها، وقد وجدت هذه المنظمات الإرهابية ضالتها في الألعاب الإلكترونية التي تمارس عبر الإنترنت مستغلة شغف الأطفال بتلك الألعاب حيث تعمل هذه المنظمات على استثمار هذا الشغف وتلقينهم لغة عدائية وتحريضهم على الأعمال الإجرامية بحق أهلهم ومجتمعهم وتشجيعهم على القتل. وعلى ما يبدو أن هذه المنظمات الإرهابية حريصة كثيرا في أن تستثمر كل ما يمكنه خدمة أهدافها الهدامة، ولذا تتجه بوصلتها نحو الأطفال والنساء بقوة وقد طمأنها في هذا التوجه حالة التقصير من أولياء الأمور في متابعة أبنائهم وغياب الحرص على توجيههم، ومن هنا يجب أن يعي الجميع ضرورة تعرية هذه الأفكار التي يراد بها تمزيق نعيم الأمن والاستقرار في هذا الوطن وإيجاد حالة من الفوضى والضياع. دورنا اليوم في مكافحة الأفكار الداعشية يجب أن يسبقه إحكام قبضتنا على عديد من الثغرات التي تستغلها تلك الجماعات في التأثير والتغرير وهنا نشيد بدور وزارة التعليم عبر برنامج فطن الذي هو بمنزلة الوقاية للطلاب والطالبات من الانحرافات الفكرية، ومثل هذه البرامج هي بمنزلة التطعيم الذي يكسب أبنائنا مقاومة ومناعة ضد الأفكار المتطرفة ويعزز الوطنية في قلوبهم وعقولهم منذ النشء. مازلنا نرى أهمية الدور الأسري وفاعليته في تسليط المتابعة على سلوكيات الأبناء وتجنيبهم ما قد يضر بهم وحمايتهم من التطرف الذي يريد توظيفهم في مصانع الموت وجرهم إلى دوامة العنف ومحاولة التصدي لكل ما يغرس العدائية بداخلهم. رسالة إلى وزارة التجارة:يجب التصدي بحزم لجميع السلع التي تعلم أطفالنا العنف ومع الأسف أنها توجد بكثرة في أسواقنا!!.