أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس أن الحلف يعد إجراءات دعم جديدة لتركيا داعياً في الوقت نفسه أنقرة وموسكو إلى تهدئة الأزمة الناجمة عن إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية على الحدود السورية. وقال ستولتنبرغ أمام وزراء خارجية دول حلف الأطلسي ال 28 في بروكسل «سنعمل على إجراءات إضافية لضمان أمن تركيا». وتهيمن على الاجتماع، الذي يستمر يومين ملفات سوريا وأوكرانيا والعلاقات مع روسيا، التي يتزايد نفوذها، وكذلك الخطط المستقبلية لأفغانستان. وقال ستولتنبرغ «أود أن أؤكد أن هذا الأمر غير مرتبط بحادث الأسبوع الماضي، وإنما بدأ قبل عدة سنوات كجزء من التزامنا بحليف». ولم يحدد طبيعة الإجراءات الجديدة، لكنه قال إن الحلف ساعد على مدى سنوات تركيا في مجال دفاعاتها الجوية. وأعلنت روسيا هذا الأسبوع أنها نشرت صواريخ إس400 للدفاع الجوي في قاعدتها باللاذقية في سوريا بعد إسقاط الطيران التركي مقاتلتها الأسبوع الماضي. وفي العام 2012 ومع تفاقم النزاع السوري، نشرت دول حلف الأطلسي بطاريات صواريخ باتريوت على طول الحدود الجنوبية لتركيا لمنع أي توسع لرقعة النزاع. وتم سحبها تدريجياً لكن بطارية واحدة بقيت في مكانها تؤمنها إسبانيا رغم أنه كان يفترض سحبها في نهاية السنة. وأشار الأمين العام للأطلسي أيضاً إلى أمثلة عن انتشار بحري من جانب ألمانيا والدنمارك في المتوسط قائلاً «كل هذا هدفه طمأنة تركيا». من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس روسيا إلى إعادة قنوات الحوار بدلاً من توجيه «اتهامات عارية عن الصحة» حول تجارة نفط مزعومة بين أنقرة وتنظيم داعش. وقال أوغلو خلال زيارة إلى الشطر الشمالي في قبرص، الذي تحتله تركيا «يجب أن نجلس إلى الطاولة، وأن نبحث ما يجب القيام به بدلاً من توجيه اتهامات عارية عن الصحة». وأثار إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية الأسبوع الماضي قرب الحدود السورية أزمة دبلوماسية بين تركياوروسيا اللتين تعتبران شريكين تجاريين. ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلباً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعقد لقاء على هامش مؤتمر المناخ في باريس الإثنين. ووجه بوتين خلال مؤتمره الصحافي على هامش مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ في باريس، اتهامات لأنقرة باستيراد النفط من مقاتلي تنظيم داعش في سوريا. ورد أوغلو «يجب أن تعلم السلطات الروسية أن المقاتلات التركية ليست مَنْ انتهك المجال الجوي الروسي». وأضاف «حين تكون هناك حرب دائرة قرب حدودنا ويتدفق اللاجئون إلى تركيا، فإن تجاهل الانتهاكات للمجال الجوي سيكون تصرفاً غير مسؤول». وتابع «من غير الممكن التستر على انتهاكات للمجال الجوي عبر اتهامات عارية عن الصحة تستهدف تركيا مثل مزاعم شراء نفط من داعش». ورفض أردوغان الإثنين بشدة تصريحات بوتين مبدياً استعداده للاستقالة إذا ثبتت هذه الاتهامات.