وافقت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس على خطط الانضمام إلى الحملة العسكرية على تنظيم «داعش» في سوريا في خطوة كبيرة للبلاد التي تجنبت لوقت طويل لعب أي دور مباشر في النزاع. واستجابة لطلب من فرنسا بعد هجمات 13 من نوفمبر على باريس التي قتلت 130 شخصا وافقت الحكومة الألمانية على إرسال طائرات استطلاع من طراز تورنادو وطائرات تزويد بالوقود وفرقاطة لحماية حاملة طائرات فرنسية وما يصل إلى 1200 جندي إلى المنطقة. ولن تنضم ألمانيا إلى الولاياتالمتحدةوفرنسا وروسيا في شن غارات جوية في سوريا لكن إرسال المعدات والجنود يعتبر بحد ذاته خطوة ذات مغزى نظرا لتاريخ ألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في تجنب أي تورط عسكري خارجي وهواجس الناخبين بشأن التورط في الصراع في الشرق الأوسط. وجاء في رسالة من وزارتي الخارجية والدفاع أن نشر الجنود يهدف إلى منع تنظيم «داعش» من تنفيذ «أعمال إرهابية» ودعم فرنسا وغيرها من الشركاء في قتالهم التنظيم المتشدد الذي سيطر على أراض واسعة في العراقوسوريا. وسعت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين إلى طمأنة الناخبين بالقول إن ألمانيا لم تجر إلى الحرب رغما عن إرادتها بل اتخذت قراراً نابعاً من ضميرها بالمشاركة. وشددت على أنه لن يكون هناك أي تعاون بين القوات الألمانية والرئيس السوري بشار الأسد أو قواته. وقالت لتليفزيون (ايه.آر.دي) الألماني «الخط الفاصل: هو لا تعاون مع الأسد ولا تعاون مع قوات تحت قيادته». لكنها أضافت أن ذلك لا يستبعد احتمال ضم بعض من هم إلى جانب الأسد الآن إلى تسوية طويلة الأجل في البلاد. وقالت «يجب أن نتفادى انهيار الدولة السورية» مضيفة أنه يجب عدم تكرار أخطاء العراق حين استبعدت جماعات كانت موالية لصدام حسين من النظام السياسي بعد هزيمته». وأكدت قائلة «دعوني أكن واضحة.. لا مستقبل للأسد». وناقش البرلمان الألماني الموضوع أمس ومن المتوقع أن يجري التصويت في وقت لاحق من هذا الأسبوع.