عندما تتفاقم الأخطاء التحكيمية وتُسلب النقاط وتُشحن المدرجات حتماً سوف تفقد المنافسة الشريفة رونقها ويتعكر صفاؤها وتُطمس ملامح جمالِها وتُنحر عدالتها دون ردة فعل من لجنة تغط في سبات عميق دون حراك إداري ومعالجة فعلية لسلبيات التحكيم، مما جعل أمواج الكوارث التحكيمية تجتاح الملاعب بشكل متكرر دون محاسبة للحكام !! وبلا شعور بإهمية تلك المعضلة الأزلية التي شكلت عائقا ميدانياً أمام الأندية الخالية من النفوذ والمتجردة من السطوة الإعلامية، فسهام التأجيج توجه بشكل متقن على الحكام قبل المباريات بهدف الضغط الإعلامي خارج الملعب والتأثير على الحكم، لاسيما أن الضغط النفسي ينتج عنه افتقاد الحكم للتركيز وتشتت ذهني مما يجعل المباراة تخرج عن سيطرته ويخشى مواجهة الموج العالي من الحشد الإعلامي والجماهيري للأندية النافذة وصاحبة الهيمنة الإعلامية. وبعد مُضيّ ثماني جولات في دوري جميل تصاعدت مؤشرات الأخطاء التحكيمية وتجلى النزيف النقطي للأندية، وثمة حكام متخبطون بقراراتِهم الميدانية رسموا عنواناً سلبياً لبدايةً تحكيمية بالدوري بعد حزمة تخبطات دفعت ثمنها الأندية التي دفعت فواتير باهظة في البرامج الإعدادية وسوق الإنتقالات بجلب العناصر الفنية. وتُفاجأ بصافرة غير متزنة لا تعرف للعدالة طريقاً، تترنح في وحل الإخفاقات الميدانية لضعفها ولقابليتها للشحن الإعلامي والضغط الجماهيري قبل المباريات في وسط مشحون يرمي بشرارة التأجيج في كل الاتجاهات، مما انعكس بشكل سلبي على أداء الحكام في المباريات الجماهيرية وأفقدهم التركيز وجعل تفكيرهم مشغولاً بردة الفعل المتوقعة بعد المباراة، وذلك يعود لغياب التهيئة النفسية للحكام من قبل رئيس لجنة الحكام مما جعل شخصية الحكم مهزوزة والثقة بالنفس معدومة. معدومة لعدم وجود حماية من سهام النقد والتجريح. كانت هناك جرعات تفاؤلية في بداية الدوري بعد إسناد مهمة إدارة التحكيم للخبير الإنجليزي هاورد ويب وتعيينه مديراً لإدارة التحكيم بالاتحاد السعودي، ولكن الأخير لم يُحرك ساكناً تجاه المعضلة التحكيمية وتفرغ للبيانات وتقاعس عن حضور المباريات، والأدهى من ذلك أن هاورد ويب كما يُتٓداول مرتبط بعقدٍ مع إحدى القنوات الفضائية في بلاده لتحليل الدوري الإنجليزي !!، شهور مضت بعد قدومه ولم يقدم أي إضافة للتحكيم ولم يعدِّل إعوجاج التحكيم حتى ظل التحكيم متخبطاً يسير في طريق مظلم تتجاذبه رياح الإخفاقات الميدانية حتى ركلته في غياهب الفشل.